تآمر على أمن تونس.. سلسلة اعتقالات لقيادات إخوانية ورجال أعمال
"يسعون للتآمر على الدولة وتأجيج الوضع للعودة للحكم".. هكذا هم الإخوان ذلك الكيان السرطاني الذي تغلغل بتونس ويأبى الزوال إلا بالمحاسبة.
ومنذ 2011، غرست حركة النهضة الإخوانية أنيابها في كل الأجهزة خوفا من مغادرتها الحكم والكرسي عن طريق جهازها السري الذي اخترق البلاد، وبعد 25 يوليو/تموز 2021، زال هذا الخطر بفضل إجراءات الرئيس قيس سعيد الإصلاحية بعد حل برلمان الإخوان وإبعادهم عن الحكم.
- اعتقال العقل المدبر لإخوان تونس.. ومدير إذاعة شهيرة
- إخوان تونس.. خازن الأسرار بالسلطة القضائية رهن الاعتقال
لكن هذا التنظيم، يتلون كالحرباء ومد أجنحته وخطط للانقلاب عن الحكم ما دفع السلطات التونسية لاعتقال الرؤوس المدبرة، بعد فترة من التتبع والبحث.
والسبت،اعتقلت السلطات التونسية الناشط السياسي خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، القيادي الإخواني والبرلماني الأسبق عن حركة النهضة، وكمال لطيف، رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، وهو أكبر مورِّد للقهوة في تونس، وسمير كمون، وهو أحد موردي الزيوت النباتية، والأخيران متهمان بالمضاربة والاحتكار، وسامي الهيشري، المدير العام السابق للأمن الوطني.
ومساء الإثنين، اعتقلت قوات الأمن التونسي مدير عام إذاعة موزاييك (خاصة) نور الدين بوطار، والمحامي الأزهر العكرمي ووزير العدل الأسبق الإخواني نور الدين البحيري.
وخيام التركي كان قياديا بارزا في حزب التكتل الديمقراطي بين عامي 2011 و2014، حيث رشحه الحزب كوزير للمالية في حكومة حمّادي الجبالي، لكنه انسحب إثر تورطه في قضايا فساد مالي، كما رشّحته حركة النهضة مع أحزاب أخرى لمنصب رئاسة الحكومة عام 2020، لكن الرئيس قيس سعيد كلف هشام المشيشي بهذه المهمة.
ويُعرف عن كمال لطيف (68 عاما) بأنه رجل علاقات عامة ولوبيات تأثير، وظهر اسمه بقوة بعد ثورة 2011، بُعيد سقوط نظام زين العابدبن بن علي، حيث اتهمه سياسيون وبرلمانيون بالتدخل في القرار السياسي وفي تحريك الأزمات داخليا وفي تشبيك التحالفات، لامتلاكه شبكة علاقات متشعبة داخل البلاد وخارجها.
تفاصيل المخطط
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن "خيام التركي بتعليمات من راشد الغنوشي زعيم الإخوان، كون مجموعة إجرامية لزعزعة الأمن وقد تمت عدة لقاءات في منزله بالضاحية الجنوبية للعاصمة بسيدي بوسعيد، حيث تم التخطيط لتحريك الشارع برفع الأسعار ونقص المواد الغذائية".
وتابعت ذات المصادر أنه "وبتتبع تحركاته واتصالاته منذ مدة ألقي القبض عليه، السبت، وجرى حجز وثائق مهمة وهاتفه ومخطط كتابي يشتمل على دراسة مفصلة في كيفية رفع الأسعار وحجب المواد الأساسية عن السوق".
وأكدت ذات المصادر أن "توقيف رجل الأعمال كمال لطيف له علاقة بالتحقيق مع الناشط السياسي خيام التركي، وهو تحقيق بتهمة التآمر على أمن الدولة".
وأوضحت أن "دائرة التحقيقات ستتوسع في هذه القضية لتشمل شخصيات سياسية أخرى من ضمنها رئيس حكومة سابق، على أن يتم خلال الفترة المقبلة إيقاف شخصيات كانت نافذة في المشهد السياسي التونسي".
وأكد ثامر بديدة القيادي بحراك 25 يوليو (المساند لقيس سعيد)، أنه "لم يكن توقيف خيام التركي وكمال اللطيف وعبد الحميد الجلاصي سوى بداية لتفكيك مخطط انقلاب على الدولة، عن طريق اختراق القصر وتأجيج الشارع بغية بث الخوف في الرئيس قيس سعيد لمغادرة البلاد".
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن "التحريات الأولية في التحقيق تشير إلى أن مخطط الانقلاب ينطلق بفقدان المواد الغذائية ثم توحيد المعارضة مع تمكين عنصر الاختراق وليد البلطي في اختراق جهاز الدولة من الداخل".
وأشار إلى أن "الملاحظ في بداية التحريات أنه تم ظبط مكالمات هاتفية بين أفراد العصابة والقصر"، مضيفا: "نحن متأكدون من أن عملية الانقلاب على الحكم كانت وشيكة وكانت على مرمى النيران".
من جهته، قال الصحبي الصديق المحلل السياسي، إن متابعة المتهمين في هذه القضية يتم بمقتضى قانون الإرهاب قائلا إنه "في القضية الإرهابية لا يمكن لمحامي المتهمين حضور أعمال التحقيق ومقابلة موكليهم إلا بعد 48 ساعة من تاريخ بداية التوقيف".
وأكد في حديث لـ"العين الإخبارية " أن "المحاسبة هي الحلقة المفقودة في سياسة السلطة الحالية في تونس قائلا" "مثلما توقعنا الدولة انتظرت حتى تنجح العملية الانتخابية لتبدأ المحاسبة الحقيقية".
وأفاد أن "المحاسبة بدأت وننتظر أن تكون هناك أسماء كبيرة ستسقط خلال الأيام المقبلة، لأن الدولة اليوم استعادت قوتها لمحاسبة هؤلاء".
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز