«بني مطير».. لوحة طبيعية خلابة ووجهة للسياحة البديلة في تونس (خاص)

وسط جبال خمير الشاهقة وغاباتها الكثيفة، تقف قرية بني مطير شمال غرب تونس شامخة ببيوتها القرميدية المميزة، مرسومة كلوحة طبيعية تجمع بين جمال المكان وثراء الموروث.
تقع القرية على بعد 170 كيلومتراً من العاصمة تونس، وتتبع إدارياً محافظة جندوبة المعروفة بجبالها وأراضيها الزراعية الخصبة. ويعود اسمها إلى قبيلة مطير العربية التي استوطنت شمال أفريقيا منذ قرون بحثاً عن الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة.
تشتهر بني مطير بمناخها المعتدل صيفاً، حيث ينعش نسيمها العليل الزوار، فيما تتحول شتاءً إلى قرية جبلية بيضاء تضاهي القرى السويسرية تحت الثلوج. أما ربيعها وخريفها فيزدانان بأمطار غزيرة تغذي غابات كثيفة تزخر بأشجار السنديان والزان والصنوبر والفلين، إضافة إلى نباتات طبية وعطرية مثل الزعتر والشيح والإكليل.
ومن أبرز معالم المنطقة شلالاتها الطبيعية التي تُعد من أجمل الشلالات في تونس، حيث تصب مياهها في برك فيروزية تحيط بها غابة غنّاء، ما يجعلها وجهة مثالية لممارسة أنشطة متنوعة كالمشي والسباحة والتخييم.
كما تضم القرية مركزاً مخصصاً للتخييم والسياحة البديلة، مجهزاً بأكواخ خشبية مطلة على السد والمياه الصافية، تتناسب مع مختلف الفصول عبر تجهيزات للتدفئة شتاءً وللتبريد صيفاً، ما يوفر تجربة سياحية مغايرة بعيداً عن صخب المنتجعات الساحلية.
المعمار المحلي في بني مطير يُعد بحد ذاته عنصراً مميزاً، حيث تتميز البيوت بأسقف مثلثة مغطاة بالقرميد، صُممت لتسمح بانسياب الأمطار وذوبان الثلوج بسهولة، وهو طراز معماري يختلف عن باقي مدن تونس.
وتراهن تونس على تنمية هذا النمط من السياحة الإيكولوجية والبديلة لتعزيز فرص الاستثمار داخل المناطق الداخلية. وفي هذا السياق، قال أمير العبيدي، صاحب دار ضيافة في القرية، إن بني مطير "تتمتع بجمال استثنائي جعلها وجهة لعشاق الطبيعة والاستجمام"، مؤكداً أن المشاريع السياحية الصغرى "تسهم في امتصاص البطالة وإحياء مواقع أثرية وطبيعية داخل البلاد".
بهذا التنوع البيئي والثقافي، تظل بني مطير واحدة من أجمل القرى التونسية، حيث يلتقي عبق التاريخ بروعة الطبيعة، لتشكل وجهة سياحية بديلة تُعيد رسم صورة السياحة في تونس.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز