«الدفاع» تقاطع «جلسات البراهمي».. بصمات إخوان تونس «تربك» المحاكمات
هل نجح إخوان تونس المندسون بمفاصل مؤسسات الدولة في العبث بقضايا الاغتيالات، الملف الذي يدين الجماعة سياسيا وقد يدينها جنائيا أيضا؟
استفهام تفرضه تطورات تبدو لافتة بمسار محاكمات قتلة المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
فبعد أيام من إعلان هيئة الدفاع عن بلعيد تعليق مشاركتها في المحاكمة احتجاجا على منع الجمهور من حضور الجلسات، انسحبت هيئة الدفاع عن البراهمي، اليوم الثلاثاء، من جلسة مخصصة للقضية.
وبناء على ذلك، قرر القضاء التونسي تأجيل النظر في الجلسة المخصصة لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال البراهمي إلى جلسة يوم 11 فبراير/ شباط الجاري مع تخصيصها لمرافعات المحامين.
وكان من المفترض أن تخصص جلسة اليوم لصدور الأحكام بحق 9 متهمين بينهم القيادي الإخواني مصطفى خذر.
وفي وقت سابق اليوم، حضر أعضاء هيئة الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي في قضية اغتيال البراهمي الجلسة قبل أن ينسحبوا منها معلنين مقاطعة الجلسات المقبلة لملف القضية.
«عبث»
وفي تصريحها لـ«العين الإخبارية»، قالت المحامية إيمان قزارة، العضوة بهيئة الدفاع في ملف اغتيال البراهمي وبلعيد: «هناك عبث في التعاطي القضائي مع ملف البراهمي وشكري بلعيد سيُحوّل المجرمين إلى ضحايا وأبطال».
وأضافت أن «العملية القضائية غير سليمة، وقد حضرنا اليوم الجلسة وأعلنا أمام قاضي التحقيق انسحابنا وتعليق حضورنا في جميع جلسات المحاكمات المتعلقة باغتيال بلعيد والبراهمي، كما أننا لن نشارك في هذه المحاكمة».
وشددت على أن «هدفنا هو تحقيق العدالة وضمان عدم الإفلات من العقاب ونريد الأحكام الكاشفة للحقيقة».
والخميس الماضي، أعلنت هيئة الدفاع عن بلعيد تعليق مشاركتها في المحاكمة احتجاجا على منع الجمهور من حضور الجلسات.
وحينها، اعتبرت الهيئة أن الإجراء «يمسّ ركن علنية المحاكمة، الذي يُعدّ شرطا جوهريا من شروط المحاكمة العادلة، ويحرم الرأي العام من حقه في الاطلاع على الحقيقة».
كما انتقدت إجراء «المحاكمة عن بُعد»، وعدم إحضار المتهمين إلى مقر الجلسات، واستجوابهم عبر تقنية الاتصال السمعي البصري في قاعة خالية.
والأسبوع الماضي، انطلقت جلسات استجواب المتهمين في قضية اغتيال بلعيد "عن بُعد"، بسبب تهديدات أمنية، وفقاً لما أفادت به السلطات القضائية.
وسبق أن قالت الوكالة العامة لدى محكمة الاستئناف بتونس، في بيان الأسبوع الماضي، إنها قررت أن تكون جلسة محاكمة المتهمين في قضية اغتيال شكري بلعيد "عن بُعد" بسبب خطر يهدد المحاكمة.
ورأت هيئة الدفاع أن القرار (الاستجواب عن بُعد) "حوّل ملف قضية الاغتيال إلى مجرد ملف حق عام، وجعل من المحاكمة محاسبة قضائية تقنية مفرغة من أبعادها الوطنية والتاريخية والسياسية".
وفي 9 يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد وزيرة العدل ليلى جفال إلى تسريع البتّ في ملفات جرائم الإخوان، وعلى رأسها ملف الاغتيالات السياسية.
وفي 25 يوليو/تموز 2021، اغتيل محمد البراهمي، القيادي بحزب التيار الشعبي (قومي) والبرلماني الأسبق، رميا بالرصاص أمام منزله وعلى مرأى من عائلته.
ومطلقا النار كانا يمتطيان دراجة نارية واستعملا مسدسا من عيار 9 ملم، وقد كشفت التحقيقات إثر ذلك أنهما إرهابيان من تنظيم يسمى "أنصار الشريعة" المحظور، وهما أبوبكر الحكيم ولطفي الزين.
وتواجه حركة "النهضة" الإخوانية اتهامات بالوقوف وراء عملية تصفية المعارض.
aXA6IDMuMTQ0LjExNy4xMjUg
جزيرة ام اند امز