في عيد الجلاء.. سقوط إخوان تونس في اختبار "الفوضى"
بينما يحتفي التونسيون بالذكرى الستين لجلاء آخر جندي فرنسي، يحاول تنظيم الإخوان، استغلال الفرصة لتحريك شعب لفظه بعد عشرية سوداء.
وعيد الجلاء هو عيدٌ يحتفلُ به التونسيون في يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، ويصادف تاريخ جلاء (إخراج) آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية عام 1963.
وغادر في مثل هذا اليوم قبل 60 عاما، الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد مدينة تونس، معلنا نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي التي بدأت يوم 12 مايو/أيار 1881.
ذكرى شعبية تتقاطع مع ذكرى حديثة بعض الشيء، هي إنهاء عشرية حكم الإخوان. ففي ليلة 25 يوليو/تموز 2021، حيث قرر الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد عمل البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وإعفاء رئيس الحكومة، مستندا لدعم شعبي كبير.
ورغم لفظ الشعب للإخوان ونهاية فترة سيطرة الجماعة على السلطة، إلا أنها تحاول استغلال كل مناسبة تاريخية رمزية لتحريك الشارع التونسي.
خلاص من الجرائم
وقال عبد الرزاق الرايس، أستاذ التاريخ السياسي في الجامعة التونسية إن "حقبة الإخوان كان سيئة للغاية، حيث تسببت حركة النهضة الإخوانية، خلال العشر سنوات التي سبقت 2021، في زرع التطرف والتعصب، إلى أن أصبحت تونس دولة مصدرة للإرهاب وتورطت في جرائم تسفير التونسيين من الإرهابيين إلى بؤر الإرهاب".
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن "مثلما لفظت الاستعمار الفرنسي، وأجلت آخر جندي من التراب التونسي في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1963، حرر الرئيس التونسي قيس سعيد البلاد من براثن الإخوان وزج بقياديهم من مرتكبي الجرائم في السجون لينهي حقبة ذلك التنظيم".
وذكر الأكاديمي التونسي، بـ"ارتكاب هذا التنظيم لجرائم فظيعة وعمليات إرهابية مثل تورطه في اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد البراهمي، وسحل عناصر من المعارضة".
وخلال حكم الإخوان لتونس، شهدت البلاد أكثر من 50 عملية إرهابية دامية، كما تم تفكيك قرابة 320 خلية إرهابية تنشط ميدانيا في الجبال وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وتمركزت التنظيمات الإرهابية في تونس طيلة عشرية الإخوان، بالجبال الغربية (الشعانبي والسلوم وسمامة)، وكانت تتبع تنظيمي القاعدة و"داعش".
مسيرة هزيلة
وفي إطار مساعيهم لبث الفوضى، نظم إخوان تونس بقيادة جبهة الخلاص الإخوانية، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية، أمام المسرح البلدي بالعاصمة حضرها عدد ضئيل من أنصار الجماعة ليفشل حشدها للشارع التونسي، كما فشلت من قبل في تحريك التونسيين ضد مسار الرئيس قيس سعيد الإصلاحي.
ووفق مراقبين، وجهت السلطات ضربة قاصمة لهذا التنظيم، حين أصدر القضاء التونسي مذكرة إيداع بالسجن بحق راشد الغنوشي في 17 أبريل/نيسان الماضي بتهم إرهابية.
كما أغلقت قوات الأمن التونسية مقار حركة النهضة الإخوانية بعد تفتيشها، وذلك وفقا لقرار صارم من وزير الداخلية التونسي، كمال الفقيه.
الأكثر من ذلك، تقرر حظر الاجتماعات بمقار حركة "النهضة" بالأراضي التونسية، استنادا إلى الفصل السابع من العدد 50 لسنة 1978 والمتعلق بتنظيم حالة الطوارئ. كما تقرر حظر الاجتماعات بمقرات جبهة الخلاص الموالية للإخوان.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز