حزب إخواني جديد بتونس.. تغيّر جلد الثعبان وبقيت سمومه
حزب جديد يولد في تونس من رحم انشقاقات الإخوان يحاول إعادة ترتيب أوراق التنظيم المبعثرة أملا بمعجزة تعيده للحكم.
فصيل سياسي يسجل دخوله بمشهد يقف على رمال متحركة بالنسبة لتنظيم أقصاه أداؤه وتطرفه من خارطة السلطة في تونس، بموجب إرادة الشعب والدستور.
جلد ثعبان جديد يحاول منشقون عن حركة النهضة الإخوانية بقيادة راشد الغنوشي التخفي وراءه للإيهام بانطلاقة مغايرة لفكر رحمهم، فيما يرى معظم التونسيين أن تغيير الجلد لا يؤثر على سموم الزاحف القاتل.
والثلاثاء، أعلن رسميا عن تأسيس حزب ''العمل والإنجاز'' الذي يترأس أمانته العامة عبد اللطيف المكي؛ القيادي السابق والمستقيل من حركة النهضة.
ويضم الحزب الجديد الذي يعرف نفسه بأنه ذو بعد اجتماعي محافظ، وجوها مستقيلة من الحركة الإخوانية على غرار زبير الشهودي (أمين سر راشد الغنوشي) وجميلة الكسيكسي ومعز بلحاج رحومة وريم التومي.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، انسحب عبد اللطيف المكي مع 131 قياديا مركزيا ومحليا من حركة النهضة، أبرزهم وزير حقوق الإنسان السابق سمير ديلو، ووزير الزراعة السابق محمد بن سالم، والنائبة جميلة الكسيكسي، احتجاجا على انفراد الغنوشي والموالين له بالقرارات والإخفاق في الإصلاح الداخلي للحزب.
وسيكون هذا الحزب، وفق المكي، ملتزما بموقف جبهة الخلاص الوطني (الإخوانية) بمقاطعة استفتاء 25 يوليو/ تموز القادم، ما يؤكد قناعة خبراء بأن التشكيل الجديد ليس سوى وجه جديد لفكر قديم.
مولود ميت
مراقبون للمشهد السياسي التونسي يجمعون على أن تأسيس هذا الحزب هو محاولة لإصلاح صورة الإخوان المنهارة بعد سنوات قضاها التنظيم في الحكم قادت البلاد إلى الانهيار والخراب والإفلاس.
وقال نجيب الدزيري السياسي التونسي، إنه "لا مجال للإسلام السياسي في تونس وفي العالم العربي فهو سبب خراب الشعوب ودمارها وقد كانت العشرية الأخيرة دليلا على ذلك".
وحذر الدزيري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، من أن "أي حزب يوظف الدين في السياسة من أجل مصالحه ستكون نهايته الفشل خاصة أن الشعب التونسي لفظ الإخوان وساند مسار 25 يوليو" بقيادة الرئيس قيس سعيد.
وتابع قائلا "حزب عبد اللطيف المكي الذي اتخذ اسم العمل والإنجاز لن يكون قادرا على الإنجاز".
طوق نجاة
من جانبه، اعتبر حسن التميمي المحلل والناشط السياسي التونسي، أن "الطبقة السياسية القديمة انتهى زمنها ويجب عليها الابتعاد عن المشهد خاصة أن هذا الحزب هو صورة أخرى من مشروع حركة النهضة".
وقال التميمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الهدف من تأسيس هذا الحزب هو محاولة للفرار تحت مسمى جديد".
وأوضح أنه من الصعب أن تقطع قيادات هذا الحزب مع النهضة ومرجعيتها الإخوانية، لافتا إلى أنها مناورة جديدة من الحركة كي تعيد تنظيم صفوفها من الداخل خاصة بعد فتح ملفاتها الخطيرة، على غرار ما يعرف بالجهاز السري والاغتيالات والإرهاب.
وأكد أن الإخوان بدأوا في البحث عن طوق نجاة سياسي يستنجدون به في المرحلة المقبلة لتنظيف صورتهم المشوهة والملطخة بالدماء.
وفي سياق المسار الإصلاحي في تونس، علمت "العين الإخبارية" من مصادر مطلعة، أن الرئيس قيس سعيد يعمل على تغيير القانون الانتخابي قبل الانتخابات المقبلة، سيتم من خلاله منع حركة النهضة والأحزاب المتهمة بالفساد من المشاركة في الانتخابات.
كما أنه بناء على التهم والجرائم الانتخابية التي تدين "النهضة"، لم تستبعد المصادر إمكانية حل الحزب بتهمة التمويل الأجنبي للحملات الانتخابية في انتخابات 2019.
والإثنين، قالت هيئة الدفاع عن القياديين اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي، إن القضاء التونسي وجه تهمة الانتماء لتنظيم إرهابي لـ33 شخصا، بينهم الغنوشي.