قبل الرئاسيات.. إخوان تونس يتأرجحون بين «المظلومية» وتفجير الأوضاع
تقف حركة النهضة الإخوانية في مفترق طرق محاولة العودة للمشهد السياسي التونسي معتمدة على أساليبها الملتوية، وبين عدم إيجاد مرشح من خارجها للانتخابات الرئاسية المقبلة.
تلك الحركة التي لفظها الشعب التونسي يوم 25 يوليو/تموز 2021 بعد خروجه في مظاهرات شعبية عارمة انطلقت برفع شعارات "ارحل" وانتهت بحرق مقارها في جميع أنحاء البلاد، ما دفع الرئيس قيس سعيد للتحرك والإطاحة ببرلمان الإخوان والانطلاق في مسار المحاسبة، تحاول يائسة العودة للمشهد السياسي من خلال اللعب على عواطف الناس.
لكن محللين أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن تلك الحركة التي أتقنت اللعب على وتر المظلومية وإثارة العنف والفتن، ستحاول جاهدة ألا تخرج من تلك الأزمة صفر اليدين.
المظلومية
ويخوض منذ أسبوع أعضاء جبهة الخلاص الإخوانية القابعون في السجن في قضية التآمر على أمن الدولة من أجل قلب نظام الحكم، إضرابا عن الطعام من أجل المطالبة بالإفراج عنهم وذلك للعب على وتر المظلومية الذي يجيدونه.
وقد أكد أمين عام حركة النهضة العجمي الوريمي، أنه لم يتقرر بعد عدم المشاركة أو مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشترطا الإفراج عن المساجين من السياسيين من الإخوان زاعما بأنهم «ضحايا الاستبداد»، بحسب قوله.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن إخوان تونس "لم يستطيعوا إيجاد مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية لا من خارج الحزب ولا من داخله وذلك في ظل اللفظ الشعبي لهم محاولين إيجاد تخريجة جديدة زاعمين بأنهم من ضحايا الإجراءات الاستثنائية لـ25 يوليو/تموز 2021".
لفت الأنظار
وقال المحلل السياسي التونسي زياد القاسمي إنه "مثلما كسبت النهضة تعاطفا كبيرا عبر خطاب المظلومية في 2011 ما جعلها تتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية زاعمين بأنهم ضحايا السجون والاستبداد ها هي الآن تعتمد نفس الخطاب".
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن" إخوان تونس لم يعد لهم أي أمل للعودة للساحة السياسية لذلك عادوا إلى انتهاج أساليبهم القديمة، عبر محاولات يائسة لكسب التعاطف، علّهم يلفتون أنظار التونسيين إليهم."
وتابع "إخوان تونس لم يحددوا بعد مواقفهم من هذه الانتخابات ولم يحددوا أيضا اسم مرشحهم منتظرين جس نبض الشارع".
وزاد: "وناهيك عن خطاب المظلومية وإضرابات الجوع المتكررة، يعمل الإخوان حاليا على تأجيج الأوضاع في البلاد وهذا ما أكده الرئيس قيس سعيد في مناسبات عدة من خلال أحداث الفوضى الليلية في عدة محافظات، ودفع أموال من أجل ذلك، ومن خلال احتكار المواد الغذائية، وبث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يريدون كسب الوقت من أجل إنجاح مشاريعهم التخريبية لإفساد الانتخابات الرئاسية المقبلة".
وأضاف: "للأسف حركة النهضة لم تعد قادرة على تحريك الشارع للاحتجاج ضد الرئيس سعيد، ولهذا تبحث عن أساليب ملتوية لإعادة التموقع لتعلن حينها أنها البديل لكن مخططاتها لن تنجح خاصة في ظل الإرث الذي تركوه خلال العشرية الماضية من محسوبية وفساد مالي واغتيالات وإرهاب وكوارث اقتصادية".
وتستعد تونس لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، في الفترة ما بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين، حسبما أعلن عنه رئيس هيئة الانتخابات التونسية فاروق بوعسكر.
وسبق أن قال قيس سعيد: "هناك توزيع للأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن البلاد، للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر غايتها حقيرة ومفضوحة يعلمها الشعب التونسي".