إخوان تونس وسور «معهد المزونة».. وهم العودة في «بيزنس الأحزان»

يتاجرون بأحزان الناس ويندسون في غضبهم فيحرّفونه عن مقاصده ويسممونه بأجندة عنوانها الوحيد إحداث فوضى تعيدهم للسلطة.
وكما كان متوقعا، لم يفوت إخوان تونس حادثة انهيار سور معهد ثانوي بمدينة المزونة التابعة لمحافظة سيدي بوزيد (وسط غرب)، ومصرع 3 من الطلاب، لتأجيج الفوضى واللعب على وتر الحزن المخيم في مثل هذه الأحداث الأليمة.
وخلال احتجاجات شهدتها المنطقة تنديدا بوضعية بعض المؤسسات التعليمية، حاول الإخوان الاندساس في الحشود، لكن الأهالي كانوا لهم بالمرصاد وتم طرد اثنين من حركة «النهضة» الإخوانية لمنع أي استثمار سياسي في المآسي.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الإخوان يعملون على تأجيج الأوضاع مستغلين كل الظروف من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد.
كما يعتمدون على بث الإشاعة التي يعتبرونها سلاحا لنشر الفوضى لخلق أرضية جديدة للعودة للحكم، حيث يعولون على تحويل حالة الغضب المؤقت والحزن البشري لرفض سياسي مفتعل.
«بيزنس الأحزان»
يرى الناشط والمحلل السياسي التونسي عبدالكريم المحمودي أن الإخوان يستغلون أي ثغرة وأي ظرف من أجل زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى.
ويقول المحمودي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الإخوان «يستغلون آلام أهالي المزونة كي يظهروا مجددا على الساحة السياسية».
وأضاف أنه «ليس بالجديد عن تجار الدين هذا التوظيف والاستثمار الرخيص في مصائب الناس وآلامهم».
وبحسب الخبير، فإن «أي دمار أصاب المؤسسات التعليمية والمرافق الحكومية هو نتيجة حكم الإخوان وفسادهم».
وأوضح أن «أغلب القروض والهبات التي حصلت عليها تونس بعد 2011، أي منذ وصول الإخوان للحكم، تم الاستحواذ عليها من قبل حركة النهضة وتحويلها إلى حسابات قيادتها ومسانديها بدلا من استثمارها في تحسين البنية التحتية للبلاد».
ودعا المحمودي إلى «ضرورة تحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من ثبت تقصيره واستهتاره بحياة التلاميذ».
بث الشائعات
من جانبه، قال عمر اليفرني، المحلل السياسي التونسي، إن استغلال تنظيم الإخوان لمآسي التونسيين للعودة للمشهد السياسي «أمر مفضوح».
وأوضح اليفرني، لـ«العين الإخبارية»، أن الإخوان «لا يزالون يحاولون نشر الفوضى من خلال تأجيج المظاهرات في محافظة سيدي بوزيد، وحشد الغضب الشعبي، لكنّ هذه المحاولات فشلت بسبب وعي الشعب التونسي بمخططاتهم».
ولفت إلى أن «صفحات التواصل الاجتماعي المأجورة من قبل الإخوان التي تشتغل من الخارج، انطلقت منذ يوم الاثنين في بث الشائعات وفبركة الفيديوهات وتقديمها على أنها فيديوهات جديدة لاحتجاجات جرت الاثنين وذلك لنشر الفوضى وخلق أرضية جديدة للعودة للحكم وللمشهد السياسي».
وأشار إلى أن «الإخوان يناورون من أجل العودة إلى المشهد السياسي في البلاد»، موضحا أن «هذه المناورات بلا فائدة لأن الشعب التونسي بات يقظاً لمخطط الشر الذي يتبناه هذا التنظيم، ولن يقبل بعودته».
ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد، الثلاثاء، خلال لقائه رئيسة الحكومة سارة الزعفراني بقصر قرطاج بالعاصمة، تعليماته بـ«تحميل المسؤولية لكلّ من قصّر في أداء واجبه في حادثة المزونة».
كما حثّ على التحسّب مستقبلا من تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة والإسراع بالقيام بأعمال الصيانة اللازمة لكلّ المؤسسات التربوية التي تستوجب وضعيتها ذلك.
وأعرب سعيد في بيان نشرته الرئاسة التونسية عن عظيم ألمه لحادث وفاة عدد من التلاميذ بمدينة المزونة بمحافظة سيدي بوزيد جراء انهيار الجدار.