ذئاب منفردة وإرهاب.. تاريخ دموي للإخوان في تونس
الإخوان وسياسة الدم.. ثنائية تاريخية تجسدت على أرض تونس منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي سنة 2011، حيث توالت الجرائم الإرهابية.
سلسلة من الاغتيالات السياسية والسيارات المفخخة والألغام أزهقت أرواح الكثيرين، وإن ظلت أبرز محطاتها اغتيال القياديين اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي سنة 2013 برصاصات الإرهابيين بدعم إخواني واضح.
ليس هذا فحسب بل يحتفظ سجل الإرهاب أيضا بقتل السياسي بحزب نداء تونس لطفي نقض عام 2012، بعد سحله من قبل أنصار الإخوان إضافة إلى إزهاق أرواح مدنيين وعسكريين وأمنيين وأجانب.
تاريخ دموي يتواصل في تونس حتى بعد إزاحتهم من السلطة يوم 25 يوليو/تموز 2021، حيث بات الإخوان يعيشون في العفن وينشطون من خلال تحريك خيوط اللعبة بروائح الدم.
تنظيم إرهابي يقوده زعيمهم راشد الغنوشي، ذلك الرجل الثمانيني مساعد رئيس تنظيم الإخوان العالمي، الذي يواصل تنفيذ سياسته الدموية من أجل إرجاعه للسلطة.
وهنا يرى مراقبون أن من بجلس من الإخوان على كرسي الحكم لا يستطيع التخلي عنه سوى بالقتل أو الإجرام ومحاولات لإرباك الدولة من الداخل للاستحواذ على النفوذ من جديد.
ففي تصريح خطير، أعلنت عنه وزارة الداخلية التونسية السبت فقد تم إحباط محاولة لاغتيال وزير الداخلية توفيق شرف الدين عبر عملية طعن استهدفت مؤخرا دورية حدودية بمحافظة قبلي (جنوب غرب).
السلطات التونسية، كشفت كذلك أن عملية الطعن التي استهدفت مؤخرا دورية حدودية بمحافظة قبلي (جنوب غرب) كانت تستهدف وزير الداخلية توفيق شرف الدين الذي كان في زيارة إلى توزر (محافظة مجاورة لقبلي).
وأشارت إلى أنه بعد إيقاف العنصر الإرهابي الذي نفذ عملية الطعن، جرى إيقاف عنصر ثان في محافظة سوسة الساحلية، وهو الطرف الممول للعملية.
وبحسب وزارة الداخلية التونسية فإن الفتاة التي تم توقيفها في مطار تونس قرطاج يوم 10 يناير/كانون الثاني الماضي كانت ستتسلم حزاما ناسفا من العنصر الثاني الذي تم القبض عليه في سوسة، بهدف تنفيذ عملية إرهابية في إحدى المدن السياحية.
الشيطان في التفاصيل
في بداية شهر يناير/كانون الثاني 2021 تعرضت إحدى الدوريات الأمنية التونسية بمفترق منطقة بئر السلطان جنوبي مدينة دوز (بمحافظة قبلي)، إلى هجوم بسلاح أبيض (سكين) من قبل متطرف "ذئب منفرد" أقر بانتمائه لتنظيم إرهابي.
وهذا الإرهابي هو معلم تم انتدابه في نطاق العفو التشريعي العام (المساجين الإرهابيين الذين تم العفو عنهم سنة 2011، بعد وصول الإخوان للسلطة)، وينتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي وقد تم انتدابه لنشر الفكر التكفيري المتطرف.
وقد اعترف بعد القبض عليه أنه يتواصل مباشرة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي مع قيادات التنظيم ويأتمر بأوامر أميرها، كما ذكر أن التنظيم كان يعتزم استهداف قيادات ووجوه سياسية في تونس.
وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، ألقت السلطات التونسية القبض على فتاة عشرينية بعد توفر معلومات تشير إلى أنها كانت تعتزم القيام بعملية إرهابية انتحارية بعد رجوعها من سوريا عن طريق تركيا، حيث التحقت بأحد التنظيمات الإرهابية هناك وتلقت تدريبات.
آنذاك كشفت التحقيقات أن الفتاة سافرت لتركيا خلال صيف 2020 لتتولى خلال عام 2021 التحوّل إلى سوريا بمساعدة شخص سوري الجنسية، حيث التحقت بأحد التنظيمات الإرهابية هناك، وشرعت في تلقّي تدريبات بغية تحضيرها للقيام بعملية انتحارية.
وبعد تكثيف التحقيقات مع الفتاة، تبيّن أنه تم تحضيرها للقيام بعملية انتحارية بتونس بإحدى المناطق السياحية وبأنها تواصلت خلال وجودها في سوريا مع شخص تونسي الجنسية كان سيتولّى انتظار وجودها في البلاد لتمكينها من حزام ناسف.
واتضح من التحقيقات أن شريكها في العملية هو عنصر إرهابي تم إيداعه مؤخرا في السجن لتورطه في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية كانت ستستهدف مسؤولين بارزين في الدولة خلال نهاية السنة الماضية.
تاريخ من الاغتيالات
وقال محمد بوعود، الباحث والمحلل السياسي التونسي، إن محاولات اغتيال وزير الداخلية التونسية خطيرة جدا، موضحا أن تونس لم تعد تحتمل أن تعود لسنوات 2013 و2014 و2015 و2016 التي عرفت فيها اغتيالات وعمليات إرهابية عنيفة في ظل حكم حركة النهضة.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تونس خسرت المئات من جنودها ومواطنيها في حربها على الإرهاب التي لا يزال يلوح بيده في البلاد.
وأكد أن الإطاحة بأكثر من 148 خلية إرهابية تنشط بعد 25 يوليو/تموز 2021 إلى اليوم يدل على أن خيوط لعبة الإرهاب عادت للدوران من أجل إرباك الدولة التونسية.
ولفت إلى أن الإخوان والإرهاب ثنائية تلخص تاريخهم المليء بالعنف والدم.
بدوره، قال الصحبي الصديق المحلل السياسي التونسي إن الإخوان يعيشون في المياه المتعكرة والأوطان التي تعرف ارتباكات وصراعات.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن تاريخ الإخوان حافل بالإرهاب وينشطون في الخفاء والظلام، فهم لا ينسون ما قام به توفيق شرف الدين وزير الداخلية من حرب على جهاز أمنهم الموازي في الوزارة، بعد أن أقال العشرات منهم وعوضهم بأشخاص وطنيين والزج بالمسؤول عن الجهاز "فتحي البلدي" في الإقامة الجبرية، لذلك يريدون الثأر منه بعد أن حجّم من نفوذهم.
وتابع أن توفيق شرف الدين يتتبع خطاهم بكل دقة لأنه على دراية كاملة بأن الإرهاب هو وسيلتهم للعودة للحكم كما تصله معلومات استخباراتية يومية عن خطوط عملهم.
وطالب بضرورة محاسبة كل المتورطين ومن دعمهم في الإرهاب من أجل تطهير تونس، واصفا الإخوان بـ"الغربان السود أينما يحلون يحل معهم الخراب".
كان المتحدث باسم الإدارة العام للحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي، أكد أنه تم الإطاحة بأكثر من 148 خلية إرهابية بالفترة التي أعقبت 25 يوليو/تموز الماضي، وهو تاريخ تعليق أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي، بمقتضى قرارات رئاسية استثنائية.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز