تصعيد نقابي ضد التطرف.. شوكة بحلق إخوان تونس
جدار صد تاريخي يواجه بحزم تطرف الإخوان، ومحاولاتهم لزعزعة الاستقرار عبر خطابات تحض على الكراهية والتفرقة.
"الاتحاد العام التونسي للشغل"، أكبر نقابة عمالية في البلاد، والمنظمة التي لطالما شكلت شوكة بحلق المتطرفين، تفتح النار في كل مرة على إخوان البلاد، ممن يحاولون ضرب مدنيتها.
تدمير الديمقراطية
وفي بيان بمناسبة إحياء ذكرى الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد، أكد اتحاد الشغل "تصميمه على إنقاذ تونس من قبضة العنف، وتخليصها من الوعود الشعبوية الكاذبة".
وفرحات حشاد هو المؤسس الأول للمنظمة النقابية، وتم اغتياله العام 1952، أي في عهد الاستعمار الفرنسي لتونس، ويمثل في المخيال السياسي لقسم من التونسيين رمزا لمقاومة التطرف والاستعمار.
وفي بيانه الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، قال الاتحاد إن "الوعود الكاذبة (في إشارة للإخوان) تتعرّى على مذبح الواقع عندما تقف التيّارات المتطرّفة في وجه مصالح عموم الشعب، وتصطفّ مع قوى الاستغلال وعصابات الفساد ولوبيات المال الفاسد، ليواصلوا متحالفين امتصاص قوت الناس واستغلال عرقهم ونهب ثروات البلاد".
وجدد الاتحاد "تجنّده من أجل منع أيّ انحراف أو محاولة لتدمير المسار الديمقراطي ونضاله، من أجل تكريس مبدأ الدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية وضمان حماية قيم الجمهورية."
تصعيد نقابي
خطاب يرى فيه مراقبون تصعيدا نقابيا ضد المعسكر الإخواني الذي حكم تونس بصيغ مختلفة منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011.
الموقف نفسه عبر عنه الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمته الأخيرة، عندما اتهم الإسلام السياسي بمحاولة تفكيك الدولة والعمل في الغرف المظلمة.
ويرى سمير الشفي، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في تونس تتحملها كل الحكومات المتعاقبة منذ 2011.
وعرفت تونس تسع حكومات منذ سقوط بن علي، كانت فيها حركة النهضة الإخوانية المشارك الأبرز.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال الشفي إن "اتحاد الشغل لن يقف مكتوف الأيدي أمام من يحاولون تفقير الشعب التونسي وتجويعه".
وانتقد الأصوات الإرهابية داخل مجلس نواب الشعب (البرلمان)، محذرا من أنها أصوات تهدد مدنية الدولة.
خطاب متطرف
محللون يرون أن رئاسة زعيم الإخوان راشد الغنوشي للبرلمان سمحت ببروز الخطاب التكفيري المهين للحريات والمرأة ومدنية الدولة التونسية.
حيثيات تجلت بالخصوص من خلال تصريحات للنائب الإخواني محمد العفاس خلال جلسة برلمانية عقدت، الجمعة، هاجم خلالها المدافعين عن حقوق المرأة.
واعتبر العفاس أيضا في وصفه للمرأة الحداثية أنها "سلعة مكشوفة ورخيصة".
ووجّه النائب عبارات نابية فيها الكثير من التجريح للأمهات العازبات، قائلا: "هن أمهات عاهرات أو مغتصبات، والإنجاب خارج إطار الزواج هو زنا والشذوذ فاحشة والإجهاض قتل نفس بغير نفس".
وأثارت مداخلة العفاس ردود فعل غاضبة خاصة في منظمات المجتمع المدني، على غرار "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات"، التي استهجنت، في بيان الجمعة الخطاب المتطرف للإخوان.
واعتبر البيان أن خطاب النائب الإخواني "اتهم فيه النساء في تونس بأبشع التهم ونعتهن بأقبح النعوت، بل واعتبر النائب المذكور المنتخب بقانون مدني وبدستور وضعي أنه لا يعترف إلا بالشريعة وبتطبيق الأحكام الشرعية على النساء العازبات وعلى كل امرأة في تونس لا تلتزم بهذه الأحكام".
ويرى متابعون أن تصاعد التطرف الإخواني وظهوره بشكل فج يعكس انهيار وزنهم الشعبي وانكشاف أجندتهم الإجرامية أمام الشعب التونسي.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، تراجع شعبية الإخوان بـ15 نقطة، أمام الصعود الصاروخي لحزب الدستوري الحر في نسب الرضا الشعبي.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز