إخوان تونس.. انقسامات تخرج للعلن وبوادر تصدع للحزب
خلافات تأتي في سياق الاستعداد للانتخابات المقبلة ولكنها تؤشر حسب العديد من المراقبين إلى أزمة عميقة تمر بها الحركة الإخوانية بتونس
أكد خبراء ومراقبون أن الخلافات التي تعصف بإخوان تونس بدأت تطفو على السطح وأن بوادر تصدع حزبها وانهياره تلوح في الأفق.
وبدأ النسيج الداخلي لحركة النهضة الإخوانية بتونس يتفتت، وتتعالى معه أصوات الرفض لسياسة رئيسها راشد الغنوشي، وهيمنته على خزينة الحركة.
- لعنة الانتخابات تزرع بذور التفتت داخل "إخوان تونس"
- للمرة السادسة.. "إخوان تونس" تعطل انتخابات المحكمة الدستورية
ثلاثة احتجاجات يواجهها علنا رئيس إخوان تونس في أقل من شهر، من أسماء كانت بالأمس القريب وازنة في تركيبة الحزب وفي استراتيجياته مثل مستشاره الخاص لطفي زيتون ووزير الصحة الأسبق عبداللطيف المكي ونائبه محمد بن سالم.
خلافات تأتي في سياق الاستعداد للانتخابات المقبلة المنتظر تنظيمها في 6 أكتوبر/تشرين الأول، ولكنها تؤشر حسب العديد من المراقبين إلى أزمة عميقة تمر بها الحركة الإخوانية في تونس، خاصة بعد نتائج استطلاعات الرأي التي تضع شخصيات مثل رجل الأعمال نبيل القروي وعبير موسي في صدارة نوايا التصويت في تشريعيات 2019.
انحسار الإخوان يكشف عوار النهضة
ويقول أنس الشابي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية إن "حركة النهضة في تونس هي جزء من التنظيم الدولي للإخوان وهذا الجزء بدأ يتأثر بانحسار دوره في العالم وعزلته الدولية".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الخلافات التي تعصف بإخوان تونس أساسها خلافات حول الأموال والغنائم"، مشيرا إلى وجود تيار داخل الإخوان رافض لهيمنة راشد الغنوشي على خزينة الحركة وعلى مصادر تمويلها الخارجي".
وتقدر ميزانية حركة النهضة بـ60 مليون دولار حسب عديد المصادر الخاصة، إلا أنها لا تعترف إلا بـ2 مليون دولار في وثائق الحسابات الوطنية.
وأشار الشابي إلى أن "التصدع القائم لا يمت بصلة للخلافات السياسية وبإمكان قيادات الحركة أن تنتقل إلى مرحلة المكاشفة الجماعية في علاقتها بالاغتيالات السياسية والتنظيم السري".
أجنحة الخلاف الإخواني
وتتوزع أجنحة الخلاف داخل إخوان تونس بين جناح راشد الغنوشي وهو المهيمن حسب عديد الملاحظين على القرار داخل الحركة وجناح آخر يمثله كل من نائبيه عبدالحميد الجلاصي وعبدالفتاح مورو".
وتقول مصادر داخل الحركة إن "الغنوشي يقوم بالضغط على العديد من القيادات وتهديدها حتى بالتصفية في حال الانسلاخ عن الحركة، ويبدو في ذلك متفردا بالرأي، ومسيطرا على منافذ القرار دون إشراك لقواعد الحزب".
ويذكر سامح القروي، أحد الناشطين السابقين في صلب حركة النهضة، أن "الخلافات مبنية على أساس جهوي"، مشيرا إلى أن "الغنوشي يريد تركيز عشيرته وعائلته في السلطة وإقصاء كل العناصر التي تخالفه".
هذا الرأي عبر عنه اليوم محمد بن سالم وزير الفلاحة الأسبق سنة 2012، في تصريحات إعلامية، حيث اتهم رئاسة الحركة بإقصائه من رئاسة دائرة محافظة زغوان (وسط)، مواصلا بذلك حالة التململ التي يعيشها قيادات على غرار سمير ديلو وعبداللطيف المكي ولطفي زيتون.
صهر الغنوشي.. والانفراد بغنائم الحركة
وتتهم العديد من الأجنحة داخل حركة النهضة رفيق عبدالسلام صهر راشد الغنوشي بمحاولة احتكار السلطة وإقصاء كل القيادات.
وهذا التوجه أشار له تلميحا المسؤول السابق عن العلاقات الخارجية محمد غراد في تدوينة له عند إعلان استقالته في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتقول العديد من المصادر إن الثروة الطائلة التي يتمتع بها صهر الغنوشي خلقت حالة من الامتعاض لدى الأركان المؤسسة لحركة النهضة، وخلقت صراعات عنيفة ستؤثر حتما على نتائج الانتخابات المقبلة.
واعتبر الكاتب الصحفي محمد بوعود في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "حركة النهضة ليست بمعزل عن الانقسام اليوم مثلما هو الحال في كل الأحزاب السياسية، فتحديات السلطة والصراعات حولها لطالما كانت سببا في تفتت أغلبية المشاريع السياسية في تونس".
وأوضح أن الأيام المقبلة ستشهد انشقاقات جديدة من الحركة، أو ربما انقسام الحزب إلى قسمين الأول من الموالين الغنوشي والثاني للمعارضين له.
وتواجه حركة النهضة الموجودة في كل التشكيلات الحكومية منذ سنة 2011 تراجعا شديدا في شعبيتها ونسبة رضا الجماهير التونسية عن أدائها السياسي والحكومي.
كما أنها تواجه عديد الاتهامات حول علاقتها بالإرهاب وبتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في سوريا، وهي اتهامات تلقي بظلالها بشكل كبير على بنيان الحركة الإخوانية حسب عديد من المراقبين.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز