لعنة الانتخابات تزرع بذور التفتت داخل "إخوان تونس"
مراقبون يؤكدون اقتراب نهاية "النهضة" في ظل الطموحات الجامحة لرئيس الإخوان وعدم قدرة الحركة على الاستمرار كحزب يكبت انقساماته.
قال خبراء ومراقبون إن الانتخابات التونسية المقبلة ستقود لنهاية حركة النهضة الإخوانية، خاصة مع احتدام الانشقاقات والخلافات بين أعضاء التنظيم.
- برلمانية تونسية تدعو لتصنيف "النهضة" منظمة إرهابية
- قبيل الانتخابات.. معارضة تونس تخشى شراء "النهضة" الأصوات بأموال مشبوهة.
الانقسامات بدأت باستقالة كل من لطفي زيتون المستشار الخاص لرئيس إخوان تونس راشد الغنوشي، وقبله المكلف بالعلاقات الخارجية محمد غراد في شهر يونيو/حزيران الماضي.
الغنوشي يسطو على الحزب
واليوم وجه القيادي البارز والوزير السابق في عصر الترويكا من عام 2012 إلى 2013 عبداللطيف المكي رسالة إلى راشد الغنوشي اتهمه فيها بالسطو على الحزب والانفراد بالرأي، وذلك على خلفية ترشيح الغنوشي لنفسه للانتخابات التشريعية عن دائرة العاصمة تونس.
المكي وصف ممارسات الغنوشي في رسالة داخلية تم تسريبها إلى وسائل الإعلام بـ"الظالمة" و"المتعسفة"، ملوحا بأن "السلوك اللاديمقراطي داخل الإخوان سيعصف بمكوناتها ويفتح أمامها أبواب التفتت".
وجاء هذا الوصف بعد إقصائه من الترشح للانتخابات التشريعية لصالح راشد الغنوشي الذي حول وجهته من الترشح للرئاسية إلى الترشح للانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأفاد أحد القيادات المستقيلة من الحركة بمحافظة القصرين (وسط) في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن "الغنوشي حوَّل الحزب إلى مزرعة له وعائلته وأقاربه"، مؤكدا أن "تاريخه هو تاريخ خيانات لأصدقائه ورفاق دربه على غرار الشيخ صالح كركر الذي وشى به للأمن في مطلع الثمانينيات من أجل التخلص منه".
وأوضح القيادي السابق، الذي رفض كشف هويته، أن "الغنوشي يخطط للاستيلاء على البرلمان المقبل من أجل التمتع بالحصانة من شبهات الفساد التي تلاحق عائلته خاصة صهره رفيق عبدالسلام المتهم باختلاس هبة صينية قدرها 500 ألف دولار سنة 2012".
بوادر تفتت حركة النهضة
ويرى مراقبون أن بوادر التفتت بدأت تلوح في أفق حركة النهضة في تونس، تتفاعل داخلها الطموحات الجامحة لرئيس الإخوان وعدم قدرة حركة النهضة على الاستمرار كحزب يكبت انقساماته الداخلية.
واعتبر أيوب الصرافي الحقوقي والقيادي بحزب الطلائع الثورية (يساري) أن "الخلافات الداخلية لحركة النهضة ستؤثر حتمًا على وزنها الانتخابي في الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية".
وبيَّن أن "أكذوبة وحدة الصف التي تريد ترويجها حركة النهضة ستنكشف في الأيام المقبلة، خاصة مع احتدام المنافسة بين قيادييها على موقعهم في المجلس النيابي المقبل".
يشار إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت أن "الفترة الانتخابية" للانتخابات التشريعية انطلقت اليوم 16 يوليو/تموز وتمتد حتى موعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى داخل تونس يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول وفي خارج تونس أيام 4 و5 و6 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك حسب الفصل 50 من القانون عدد 16 لسنة 2019 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء.
كما أكدت الهيئة منع كل إشهار سياسي ونشر نتائج استطلاعات الرأي والتعليق عليها بدءا من اليوم.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg
جزيرة ام اند امز