«القصور الصحراوية» في الجنوب التونسي.. وجهة تاريخية لسياحة الطبيعة
 
                                        في فصل الخريف، يصبح الجنوب التونسي وجهة للسياحة الصحراوية، حيث يُقبل السياح على زيارة الأماكن التاريخية والصحراء والواحات والشلالات والعيون الطبيعية.
ومن أجمل الأماكن في الجنوب التونسي نجد "القصور الصحراوية" المتناثرة على أكثر من نصف مساحة الجنوب التونسي، وتُعدّ من أهم روافد السياحة الصحراوية، لأنها تمثّل أحد الرموز التاريخية لنمط حياة الأمازيغيين في محافظات جنوب البلاد، وذلك لفرادة معمارها وهندستها.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، سلّمت تونس الملف العلمي والتقني للقصور الصحراوية بالجنوب التونسي لتسجيلها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وعلى لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
رمز العراقة
ورغم مرور أكثر من 300 سنة على تشييدها، لا تزال القصور الصحراوية صامدة متربّعة على الرمال التونسية، لتكون رمزًا لعراقة فن العمارة بالجنوب، وتميّزه بإرث حضاري على مرّ التاريخ.

والقصور الصحراوية هي عبارة عن طوابق من غرف صغيرة فوق بعضها، يصل ارتفاع الواحدة منها إلى 6 أمتار، وعرضها بين 1.5 مترًا إلى 2 مترين، وعادة ما يكون القصر على شكل مستطيل.
160 قصرا
وتمتدّ القصور الصحراوية في محافظتي تطاوين ومدنين (جنوب شرق)، ويبلغ عددها ما يقارب 160، أشهرها قصر الحدادة الذي يقع في مدينة غمراسن (30 كم من مركز محافظة تطاوين)، وقصر أولاد دبّاب (10 كم عن تطاوين).
وتعني القصور الكثير لأهالي الجنوب التونسي، فهي تربطهم بتراثهم وتاريخ أجدادهم وتفاصيل نمط عيشهم التقليدي.
وتمتاز المنطقة بصحرائها الشاسعة وعيونها المائية، على غرار عين الظاهر الساخنة التي تستقطب آلاف السياح الذين يزورونها بهدف الاستشفاء والاستمتاع بجمال الصحراء، مع قطعان من الجِمال ترعى بالقرب من العيون.
ويُعتبر المهرجان الدولي للقصور الصحراوية أهم مناسبة ثقافية سنوية في المنطقة، تُعرّف بعادات وتقاليد أبناء الجنوب التونسي. ويقوم السياح خلال أيام المهرجان بجولات سياحية عديدة تُمكّنهم من الاطّلاع على مخزون تطاوين وما حولها من مدن وقرى، ويستمتعون بمشاهدة ما تحفل به المنطقة من معمار فريد ومتميّز.

من جهته، أكّد أحمد بالطيب، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، لـ"العين الإخبارية"، أنه يتم العمل على تنويع الخدمات السياحية، مشيرًا إلى أنه سيتم تنظيم الدورة الثانية للصالون العالمي للواحات والصحراء، بمشاركة أكثر من 70 دولة من مختلف أنحاء العالم، في الفترة المقبلة.
وأكّد أن مثل هذه التظاهرات ضرورية لتعزيز السياحة المستمرة وعدم الاقتصار على المواسم، موضحًا أن "الأرقام ليست الأهم، بل المهم أن يكون السائح سعيدًا ومرتاحًا بالخدمات المقدّمة"، مضيفًا أن قطاع السياحة التونسية يشهد هذا العام نقلة نوعية مع مؤشرات إيجابية على رضا السياح وأسعار مناسبة.
وأكّد أن تونس تمتلك مقوّمات سياحية متنوّعة، خاصة في الصحراء، حيث تتميّز بخصائص فريدة تجعلها تتجاوز الاعتماد على السياحة الشاطئية فقط.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز
 
                                                            
                                                     
                                                            
                                                     
                                                            
                                                    