«الثقافة مقاومة».. استياء بعد إلغاء «أيام قرطاج السينمائية» في تونس
أثار خبر إلغاء مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ 34 استياء السينمائيين التونسيين، الذين اعتبروا أن الثقافة مقاومة وليست ترفا.
وأعلنت وزارة الثقافة التونسية، الخميس، إلغاء تنظيم الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية.
ويأتي قرار الإلغاء، وفق بيان للوزارة «تضامناً مع الشعب الفلسطيني، واعتباراً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها قطاع غزة».
وكان من المقرر إقامة الدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية، خلال الفترة من 28 أكتوبر/تشرين الأول إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، احتفاء بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922- ديسمبر 2023)، عبر برنامج ثري يرقى إلى مستوى ما حققه الفن السينمائي في تونس.
ويعد أيام قرطاج السينمائية أقدم مهرجان سينمائي في أفريقيا والعالم العربي، وقد حمل على عاتقه منذ تأسيسه الدفاع عن «أفلام الرأي» الأفريقية والعربية، باعتبارها تعكس وجهة النظر الفنية للسينمائيين بعيدا عن السينما التجارية السائدة المهيمنة والتي تهدف إلى الترفيه والهروب من الواقع.
واختار المنظمون أن يحمل الملصق الرسمي للمهرجان خلال هذه الدورة صورة الممثلة وكاتبة السيناريو ومركبة الأفلام التونسية هايدي تمزالي (1906 – 1998)؛ كإشادة بها، وبكل السينمائيات التونسيات اللاتي أسهمن، بشغف وكفاءة، في إنتاج أفلام في تونس وخارجها، وكن مميزات في كل المهن السينمائية، ككاتبات سيناريو، ومخرجات، وممثلات، وكاتبات إخراج، وخبيرات في التصوير السينمائي، والمونتاج، وهندسة الصوت، والديكور، والإنتاج.
وعبر السينمائيون التونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس عن امتعاضهم لقرار الإلغاء رافعين شعار «الثقافة مقاومة».
وقد اعتبر المخرج السينمائي إبراهيم لطيّف أن قرار إلغاء تنظيم الدورة 34 من أيام قرطاج السينمائية، قرار مفاجئ وصادم.
وأوضح «نعم من الضروري إلغاء كل المظاهر الاحتفالية خلال أي تظاهرة في ظل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، لكن إدارة المهرجان قامت بعمل جبار تزامنا مع الاحتفال بمئوية السينما التونسية، وهذا المهرجان هو مهرجان مقاومة وإلغاء مهرجان سينمائي ثقافي هو إقرار بالهزيمة».
من جهة أخرى، اعتبر الممثل التونسي توفيق العايب أن قرار إلغاء المهرجان هو قرار اعتباطي.
وأكد أن أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها كانت سينما ملتزمة بقضايا الشعوب.
من جهتها، كتبت الصحفية في المجال الثقافي نادرة عطية على صفحتها الرسمية في «فيسبوك»، "إلغاء أيام قرطاج السينمائية قرار صادم!".
وتابعت «كان باستطاعتنا إذا كان الرهان على الثقافة جعل هذه الأيام أيام المقاومة الحقيقية بالفن.. فرصة حقيقية لإثبات دور السينما في مقاومة الاحتلال وتصحيح مسار المقاومة.. من خلال الأفلام والندوات وعائدات التذاكر تكون لغزة».
والأربعاء تخلى الفنان التونسي لطفي بوشناق، عن منصبه كسفير للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة احتجاجًا على الصمت الرهيب لهذه المنظمة، أمام ما يحدث في حق المدنيين الأبرياء الفلسطينيين، وفق بيان له.