تونس تختتم مهرجان قرطاج.. دورة استثنائية تنقصها الأموال
انتهت فعاليات الدورة الـ57 من مهرجان قرطاج الدولي بحفل للفنان المصري محمد حماقي الذي أشعل المسرح بأغانيه الخفيفة والشبابية.
شارك في هذه التظاهرة أكثر من 30 عرضا فنيا من بينها عروض لصابر الرباعي ولطيفة وراغب علامة وناصيف زيتون وأحمد سعد وغيرهم.
كان المهرجان مقصدًا لعشاق الحياة والجمال ومحبي مختلف الفنون التي تعددت خلال هذه التظاهرة الاستثنائية التي جمعت بين العروض المسرحية والموسيقية والكوريغرافية والفنية.
وأكدت إدارة المهرجان أن هذه الدورة تطورت عن سابقاتها، حيث تم تقديم 65% من العروض أمام جماهير غفيرة.
وأضاف كمال الفرجاني، مدير مهرجان قرطاج الدولي لـ"العين الإخبارية"، "إن هذه الدورة تونسية بامتياز ومنفتحة على مستوى البرمجة، وتضمنت 31 عرضًا من بينها 48% تونسية والبقية عروض من القارات الأربع، ما يعني أنها تُلبّي كافة الأذواق من مختلف الشرائح العمرية، وجميع العروض حققت مداخيل مهمة".
وأكد السيد كمال الفرجاني على أهمية دعم اللا مركزية، حيث تم استضافة مختلف الفئات العمرية من مناطق مختلفة في تونس، بما في ذلك جمعيات ومؤسسات الرعاية للمسنين والنساء العاملات في القطاع الزراعي، وذلك في إطار المهرجان السنوي الذي يشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا.
وأشار إلى أنه بفضل هذا الحضور، حقق المهرجان عائدات مالية تساعد على تحقيق التوازن المالي، حيث بلغت ميزانية هذه الدورة 4 ملايين دينار تونسي، وتأتي أغلب هذه الميزانية من دعم وزارة الشؤون الثقافية للمهرجان.
وأوضح السيد الفرجاني أنه لم يتم صرف أي أموال من خزينة الدولة في عقود الفنانين، حيث تم تغطية هذه التكاليف من المستشهرين ومداخيل التذاكر، نظرًا للوضع المالي الصعب في تونس.
وتوقع أن تصل الموارد الذاتية لهذه الدورة إلى نحو 1.286 مليون دولار، من بيع تذاكر السهرات والاستشهار بقيمة 934 ألف دولار و340 ألف دولار على التوالي.
كما توقّع مدير الدورة أن تبلغ نسبة تغطية المداخيل الذاتية لكلفة عقود الفنانين 111 في المئة، علما أن كلفة عقود الفنانين بلغت 1.15 مليون دولار مقارنة بالدورة الماضية التي بلغت 72 في المئة و48 في المئة سنة 2019.
من جهة أخرى، قالت الناقدة الفنية ليلى الزكراوي إن هذه الدورة كانت استثنائية حيث كان حضور الفنان التونسي موجود بقوة.
وأكدت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أنّ المهرجان أنصف الفنانين التونسيين الذين يجتهدون طوال السنة على غرار صابر الرباعي ومرتضى الفتيتي ويسرى محنوش وربيع الزموري ولطيفة ونوردو.
وأشارت إلى أن المسائل المادية كانت سببا لعدم استضافة فنانين عرب أو عالميين من الأوزان الثقيلة نظرا للوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، لكن حب الحياة والفن يحتم ضرورة الاستمرار في تنظيم دورات مهرجان قرطاج الدولي.
وأكدت أن هذه الدورة عاشت على وقع بعض الانسحابات من عروضها ما أثرت على محتوى المهرجان، إذ فاجأ مغنيا الراب من فرنسا، بيغفلو وأولي، منظمي المهرجان بإعلانهما عدم الحضور لحفلهما المبرمج يوم 2 أغسطس/آب الحالي وبرّرا قرارهما بـ"الأوضاع غير الجيدة في تونس".
حفل الختام
وسجّل الفنان المصري حماقي حضوره على ركح مهرجان قرطاج الدولي في دورته 57 التي أسدل الستار على فعالياتها 19 أغسطس، والذي يعد حفله الأول في تونس وبحفل حصري ضمن هذا المهرجان، وقد أقيم هذا الحفل أمام شبابيك مغلقة بعد نفاد التذاكر المطروحة للبيع منذ شهر يوليو الماضي.
ولم يهدأ الجمهور طيلة الحفل واكتسحت أصوات الحاضرين، وأغلبهم من النساء، أرجاء المسرح مردّدة مع حماقي أغانيه التي أداها على المسرح على غرار "لا ملامة" و"حلوة" و"جمالها استثنائي" و"ما بلاش" وغيرها من الأغاني التي صنعت أمجاد هذا الفنان ذو الحضور المتميز.
مهرجان قرطاج الدولي
ومهرجان قرطاج، يتم تنظيمه سنويا في الفترة المتدة من منتصف شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس من كل سنة منذ سنة 1964 بمدينة قرطاج الساحلية، في ضواحي تونس العاصمة.وله طاقة استيعاب ب000 12 شخص.
المسرح الأثري بقرطاج، هو مسرح روماني يقع في الطرف الغربي من قرطاج. شيّد المسرح في القرن الثاني للميلاد بالقرن من "هضبة الأوديون" وشكل فضاءً ثقافيا مهما في تلك الفترة لسكان قرطاج الذين كانو مولاعين بالعروض المسرحية والموسيقية وفن المحاكاة والفلسفة.يتكون المسرح من ركح ومدرج نصف دائري يفصل بينهما فضاء لمتفرجي الدرجة الأولى.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز