"جبران" و"تقسيم" تشعلان مهرجان قرطاج.. وحضور خاص لـ"محمود درويش" (صور)
قدمت الدورة الـ57 لمهرجان قرطاج الدولي سهرة موسيقية جمعت، مساء الإثنين، بين "ثلاثي تقسيم" التركي و"ثلاثي جبران" الفلسطيني.
مجموعتان اتخذتا من الموسيقى صوتا ومنهجا وأسلوب حياة، لتعزفا أجمل وأعذب الألحان.
وطيلة ساعتين ونصف الساعة، قدمت هاتان المجموعتان أجمل المعزوفات التي تحاكي موسيقات الشرق وأصولها الممتدة منذ قرون.
وانطلق النصف الأول من الحفل بعرض لثلاثي "تقسيم" القادم من تركيا وتحديدا من إسطنبول.
وتتكون هذه المجموعة الموسيقية التي تأسست سنة 2007، من إسماعيل وأيتاش وحسنو الذين يعزفون على آلات هي الكلارينت والقانون والساز (وهو من عائلة الوتريات أصغر من العود وأكبر من البزق).
هذه المجموعة التي تعزف أجمل الأنغام، جمعتهم صداقة منذ سنوات الطفولة تربّوا على سماع الموسيقى الطربية.
ونشأ هؤلاء على التخت الشرقي والموسيقى الطربية وأصولها العثمانية إلى جانب الألحان الغجرية.
سافر الجمهور رفقة "تقسيم" لمدة ساعة كاملة إلى عوالم فنية تأخذه من الشرق العربي إلى شرق آسيا والهند وإلى قبائل الغجر كما عزفت ألحانا لأغنية تونسية للفنانة الراحلة صليحة "آه ودعوني" بحرفية عالية، إضافة لعزفهم قطعة موسيقية من أغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم.
وبالإضافة إلى المقطوعات الموسيقية التي عزفها الثلاثي غنّى إسماعيل أغنيتين من الأغاني الصوفية.
كانت ساعة موسيقية متنوعة ثرية من العزف المنفرد والجماعي الموسيقي عبر الآلات الموسيقية المكونة من القانون والبزق والكلارنيت، والتي لاقت إعجاب الحضور واستحسانهم.
أما النصف الثاني من العرض، فكان من نصيب ثلاثي جبران الفلسطيني الذي أدهش الجمهور التونسي بمعزوفاته الرائعة التي تحرسها كلمات محمود درويش.
ينحدر الثلاثي من مدينة الناصرة، كما ارتبط اسمهم بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي سبق أن رافقوه بالعزف في أمسيات شعرية عديدة.
ويشكل الثلاثي جبران استثناء، ليس فقط لأن الفرقة مكونة من ثلاثة إخوة، ولكن لأنهم أول فرقة في تاريخ الموسيقى العربية تضم ثلاثة عازفي عود، فالعود ظل وإلى وقت قريب يُعزف بشكل فردي.
ويعزف الثلاثي المنحدر من الناصرة بمهارة فائقة ويتقنون العزف على العود بجميع الأشكال. رئيس المجموعة هو الأخ الأكبر سمير جبران، ولد سمير وأخواه في الناصرة، لأب يشتغل كصانع لآلة العود وأم مطربة من الناصرة.
يتألف هذا الثلاثي من الإخوة جبران، سمير (1973)، وسام (1983) وعدنان (1985).
حمل ثلاثي جبران أوتار العود وأنغام الشرق وسافرا بهذا الجمهور إلى عوالم أخرى تعكس حياة الترحال وقدر الشتات.
ورافق العرض صوت محمود درويش الحاضر بالغياب وتكرّر حضوره تقريبا في كلّ فقرة من فقرات العرض من خلال "الجدارية" و"انتظرها" و"غريبان في شارع".
كما غنى سمير مع الجمهور "وحياتي عندك" للتونسية راحلة ذكرى محمد تحيّة لها وتخليدا لصوتها وكذلك في ختام الحفل "أهواك وأتمنّى لو أنساك" لعبدالحليم حافظ.
وأعلن سمير أكبر إخوة جبران أنه جاء محمّلا بتحية من الشعب الفلسطيني للشعب التونسي.
وأكد خلال كلمة له خلال الحفل.. "تعرف المهرجانات بصخبها، لكن صخب هذه الأمسية سيتمتّع بالحب واللحن والأمل.. وشعر درويش" .
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز