تحسن طفيف في أزمة الجفاف بتونس.. استعدادات قاسية لصيف 2024
كشفت وزارة الزراعة التونسية عن أن وضعية المياه في تونس مازالت حرجة رغم التحسّن الذي شهدته بفضل الأمطار الأخيرة.
وأبرز مدير عام الهندسة الريفيّة واستغلال المياه التابعة لوزارة الزراعة عبدالحميد منجة لـ "العين الإخبارية" على هامش مؤتمر صحفي للوزارة أنه كان للأمطار الأخيرة فائدة كبرى في الانطلاق في موسم الزراعات الكبرى.
وأكّد منجة أنّه خلال هذا الأسبوع، تجاوز مخزون السدود لأول مرة 800 مليون متر مكعب، حيث بلغ 813 مليون متر مكعب، مضيفا أنّ هذه الكميات تُمثل 35% من طاقة امتلاء السدود.
وقال منجة إن وضعية المياه في تونس رغم التحسن لا تزال حرجة، مشدّداً على ضرورة ترشيد الاستهلاك.
وأفاد بأن سدود الوسط ومحافظة نابل (شمال شرقي) لم تسجل أي إيرادات في حين أن سدود الشمال الغربي سجلت إيرادات تقدر بـ493 متر مكعب عقب الأمطار الأخيرة.
ويتوقع معهد الرصد الجوي(حكومي) نزول أمطار خلال الأيام القادمة، تصل إلى 40 مليمترا بأقصى الشمال الغربي والسواحل الغربية.
من جهة أخرى، أوضح أن وزارته وضعت برنامجا مفصلا استعدادا لصيف 2024 من أجل ترشيد استهلاك المياه.
وأكد أن هذا البرنامج يتمثل في مواصلة العمل بالقرار المتعلق بنظام الحصص لبعض استعمالات المياه.
وقد بدأت السلطات التونسية منذ نهاية مارس/آذار 2023، بقطع مياه الشرب ليلا في مناطق العاصمة ومدن أخرى، في محاولة لخفض الاستهلاك.
ومنعت وزارة الزراعة، استعمال المياه الصالحة للشرب الموزعة عبر شبكات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (حكومية) سواء للأغراض الزراعية، أو لري المساحات الخضراء، أو لتنظيف الشوارع والأماكن العامة أو لغسل السيارات.
تفاقم أزمة الجفاف
وتفاقمت أزمة الجفاف والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة والتغيّرات القائمة في طبيعة الفصول في تونس في السنوات الأخيرة.
وتُصنّف تونس من بين البلدان الفقيرة مائيا نتيجة الجفاف وزيادة الاستهلاك والتغيرات المناخية، ما يجعل من الكميات المجمعة في السدود الضمانة المتوفرة لتدارك العطش.
ويبلغ إجمالي قدرة استيعاب السدود التونسية مليارين و337 مليون متر مكعب، غير أن الجفاف يمنع تعبئة أكثر من نصف طاقتها سنويا.
وأوضح المسؤول التونسي أنه سيتم مواصلة التصدي لظاهرة الحفر والربط والضخ العشوائي وتوعية المزارعين لاستعمال المتوفرات من مياه السدود عند الاقتضاء لري الأشجار المثمرة والحبوب والاعلاف.
وأضاف منجة أنه سيتم أيضا مواصلة تأمين تزويد المؤسسات الحساسة بالماء الصالح للشرب والتشجيع على استعمال المياه المعالجة في ري المناطق الخضراء.
وأفاد بأنه تمت برمجة 73 تدخلا بمختلف الولايات بكلفة إجمالية تناهز 49 مليون دينار من أجل إنجاز وكهربة وربط 55 بئرا عميقة وتجديد بعض شبكات الجلب والقيام بعمليات الصيانة اللازمة بالإضافة إلى التنسيق مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز لتفادي الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي.
وأكد أن الوزارة تعمل على اتمام إنجاز محطات تحلية المياه في كل من صفاقس والزرات لتدخل حيز الاستغلال خلال صيف 2024 .
وتوجد في تونس ثلاث محطات لتحلية مياه البحر في جربة وقابس وصفاقس (جنوب شرق) وتوفر 15 مليون متر مكعب سنوياً وستصل الكمية في 2050 إلى 300 مليون متر مكعب بزيادة عدد محطات التحلية.