الغيث يُنهي الجفاف.. الأمطار تعيد الحياة لسدود تونس
عاشت تونس في الأيام الأخيرة على وقع تهاطل أمطار غزيرة روت الأرض وزادت من منسوب السدود لتنهي أشهراً من الجفاف في البلاد .
ووفق أحدث البيانات الرسمية ارتفع منسوب المياه في السدود إلى أكثر من 30،7% من طاقتها التخزينية، بعد أن نزل إلى مستوى 22% خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وعاش مزارعو تونس موسماً قاسياً العام الماضي، بسبب خسارة أكثر من 80% من المحاصيل نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد، وخسارة ما يزيد عن 2.5 مليون طن من الحبوب؛ حيث لم تتجاوز المحاصيل المجمعة 500 ألف طن.
ومن المتوقع أن يتواصل هطول الأمطار في أقصى الشمال والشمال الغربي بتونس ليلة الخميس مع تواصل الأجواء الباردة خاصة خلال ساعات الليل و الصباح.
- مع مواصلة رفضها شروطه.. تحرك مفاجئ من «صندوق النقد» تجاه تونس
- وزير النقل التونسي لـ«العين الإخبارية»: لا صحة لإفلاس الخطوط التونسية
الشح المائي
وأكّد خبير التنمية والتصرف في الموارد المائية، حسين الرحيلي إن تونس مازالت تحت ضغط الشح المائي بالرغم من الأمطار الأخيرة داعياً إلى ضرورة أن تضع الدولة إجراءات عميقة في هذا المجال.
وأكد لـ«العين الإخبارية» أنّ معدّل امتلاء السدود بكامل البلاد ارتفع مؤخرا لكن هناك نقص بـ 210 مليون متر مكعب في السدود خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ودعا إلى إعادة النظر في خارطة الإنتاج الزراعي وإعطاء الأولوية للزراعات الكبرى والأعلاف وإنقاذ المنظومات الحياتية للبلاد، على غرار منظومة الألبان واللحوم البيضاء والحمراء والحبوب.
وأوضح أن الدراسات التي تم القيام بها ومواصلة بناء سدود جديدة لم تعد مجدية ومن الضروري المرور إلى إحداث السدود الجوفية.
وشدد الرحيلي على أهمية تغيير السياسات الزراعية وإحداث خارطة إنتاج جديدة وتفعيل الغراسات المتطابقة مع التربة والاستثمار في الماء وتغيير سياسات التصدير.
كما أكد ضرورة تقييم السياسات المائية والقيام بتغيير المقاربة بشكل عام.
من جهة أخرى، أكد وزير الزراعة التونسي عبد المنعم بلعاتي أهمية الأمطار الأخيرة التي شملت جميع مناطق البلاد بكمّيات متفاوتة والتي ساهمت في تحسين مستوى المخزون المائي للسّدود وتحسن الحالة العامّة للزراعات والأشجار.
وأكد في تصريحات للعين الإخبارية على هامش مؤتمر صحفي بالعاصمة، ضرورة إعداد مخطط عمل بصفة عاجلة لحصاد مياه الأمطار عبر التشجيع على تركيز خزانات لجمعها واستغلالها من أجل عدم ضياع أي نقطة من المياه والحفاظ على الثروة المائية.
كما شدد على الإسراع بتنظيف البحيرات الجبلية التي تعد خارج الخدمة وإعادة استغلالها لتجميع مياه الأمطار مع العمل على وضع التقنيات الفنية اللازمة لاستغلال المياه المهدرة في تغذية المائدة المائية.