دافوس.. تونس تكشف أوراقها الرابحة لجذب الدعم الاقتصادي
مثلت مشاركة تونس في منتدى دافوس فرصة للتباحث مع القوى الكبرى والجهات المانحة من أجل دعم الاقتصاد التونسي.
وقد شاركت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن رفقة وفد من الحكومة ووزيرة المالية سهام نمصية ومحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي.
ومن خلال اللقاءات الثنائية والمتعددة، كشف وفد تونس عن الأوراق الرابحة من إنجازت متحققة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، الأمر الذي يؤهل تونس للحصول على ثقة المجتمع الدولي ودعمه الاقتصادي.
وتحدثت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف، خلال اليوم الثاني من المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس وتم التطرق إلى آفاق دعم التعاون الثنائي مع دول المجلس، خاصة في أفق تنظيم تونس للدورة العشرين لمنتدى تونس للاستثمار المقرر تنظيمه يومي 23 و24 من شهر يونيو/حزيران القادم، من أجل تحفيز الاستثمار المباشر والتعاون المالي الثنائي والثلاثي مع دول القارة الأفريقية.
- مصادر لـ"العين الإخبارية": إضراب عام وشيك في تونس لإصلاحات اقتصادية
- الإصلاحات والحوار.. عميد المحامين التونسيين يستشرف مسار سعيّد
كما كان لرئيسة الحكومة لقاء وجلسة عمل مع رئيس سويسرا إجنازيو كاسيس ونائبه آلان بارسي، حيث تم استعراض واقع وآفاق العلاقات الثنائية بين تونس وسويسرا خاصة مع إطلاق استراتيجية التعاون الدولي 2021-2024 وتثبيت تونس ضمن الدول ذات الأولوية بالنسبة لسويسرا.
مقاربة شاملة
وأوضحت رئيسة الحكومة مقاربة تونس الشاملة وأولوية حكومتها خاصة بعد النجاح في تجاوز أزمة جائحة كوفيد-19، القائمة على ضمان التوازنات الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في ظل تداعيات الحرب في أوكرانيا على أسعار المواد الغذائية الأساسية والارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، وما يسببه من مخاطر على مسالك التوزيع العالمية وتعميق العجز على ميزانية الدولة.
كما تطرق اللقاء إلى القمة الفرنكفونية المزمع تنظيمها بمدينة جربة التونسية يومي 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، حيث أكد الرئيس السويسري مشاركته في هذه القمة ودعم بلاده لتونس في إنجاح هذه القمة الدولية الهامة.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على أهمية التوصل في المدى القريب إلى تجديد الاتفاق الثنائي في مجال الطيران المدني ودعم سويسرا لتونس كوجهة سياحية ذات أولوية خاصة بعد العودة الكبيرة والواعدة لهذا القطاع.
ومثلت أجندة منظمة التجارة العالمية والتوجهات متعددة الأطراف لتحرير تجارة بعض القطاعات محور محادثات رئيسة الحكومة مع المديرة العامة للمنظمة نقوزي اكنجو ايويلا، وتم الاتفاق على مساهمة تونس في الدورة الوزارية القادمة التي ستعقد في يونيو/حزيران المقبل، ومشاركة المديرة العامة في منتدى تونس للاستثمار المزمع تنظيمه يومي 23 و24 يونيو/حزيران المقبل، مع مزيد تكريس التشاور حول أجندات مشاريع الإتفاقات الدولية التي لازالت تحت الدرس.
وجهة استثمارية
وفي إطار التعريف بتونس كوجهة استثمارية، خاصة في أفق انعقاد مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا يومي 27 و28 أوت القادم، كان لرئيسة الحكومة لقاء مع ياسوتورو هيراي، نائب مجموعة الشركة العالمية اليابانية متسيبوشي، حيث تم استعراض كافة جوانب مناخ الاستثمار في تونس، والإمكانيات المتاحة لتطوير شراكات مع هذه المجموعة العالمية في مجالات التكنولوجيا الحديثة والاقتصاد الأخضر وتقنيات استخراج وتحويل وتسويق الفوسفات ومشتقاته، خاصة أن المناخ الدولي للاستثمار يشهد حركية وتنقلات جغرافية سريعة في فترة ما بعد الكوفيد والحرب في أوكرانيا.
كما كان لرئيسة الحكومة لقاءات على هامش المؤتمر مع عدد من رؤساء الدول والحكومات ومسؤولي المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، لا سيما ملكة هولندا ماكسيما، والوزير الأول للكسمبورج قسافيي بيتال ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور، وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بغرفتيه ومحافظة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، ومحافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا دي قالهو وبورج براند الرئيس التنفيذي للمنتدى الإقتصادي العالمي.
كما كان لوزيرة المالية التونسية ومحافظ البنك المركزي التونسي جلسات عمل مع عدد من نظرائهم من الدول الصديقة والشقيقة ومسؤولي المؤسسات الإقليمية والدولية.
وقد تحادثت رئيسة الحكومة نجلاء بودن، أمس الأول الإثنين، جلسة عمل على هامش منتدى دافوس مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، حيث تم استعراض مسار التعاون المالي والفني مع الصندوق.
وأوضحت بودن في هذا السياق رؤية تونس الشاملة حول التنمية وتلازم التوازنات الاجتماعية والاقتصادية وأهمية مراعاة الفئات الضعيفة والهشة ومرتكزات الاقتصاد الوطني ضمن مقاربة تشاركية مع كافة الأطراف الاقتصادية والاجتماعية. وتم الاتفاق على مواصلة هذه المشاورات تمهيدا لانطلاق المفاوضات الرسمية في أقرب الآجال.
كما تم التطرق إلى السبل الكفيلة بالحد من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد التونسي نتيجة الحرب في أوكرانيا لا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقي.
كما استعرضت جملة الإصلاحات التي وضعتها الحكومة والتي تهدف إلى إنعاش الإقتصاد وإصلاح المؤسسات العمومية والمحافظة على توازنات المالية العمومية وتحفيز الإستثمار وخلق فرص العمل.
فرصة لدعم الاقتصاد التونسي
ويرى مراقبون للمشهد التونسي أن حضور رئيسة الحكومة في منتدى دافوس كان مهما للدفاع عن حاجة تونس لإيجاد تمويلات لاقتصادها.
وقال رابح بوراوي الخبير الاقتصادي التونسي إن تونس في حاجة ماسة لدعم اقتصادها المتدهور والذي يعيش تضخما كبيرا وضعفا في نسب النمو.
وأوضح -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إن مشاركة تونس في منتدى دافوس فرصة للقاء الفاعلين الدوليين، لتيسير حصولها على قرض خاصة أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي معطلة.
وأوضح أن نجلاء بودن من خلال حضورها في هذا المنتدى عرضت على مجموعة من المشاركين السياسة الاقتصادية المتبعة في تونس لدفع الاستثمار الداخلي والاستثمارات الخارجية.
واعتبر أن دعم الاقتصاد التونسي من قبل القوى الكبرى هو السبيل الوحيد لإنقاذها من الإفلاس خاصة أن نسب التضخم وصلت لنسبة 7.5% ما دفع البنك المركزي التونسي إلى رفع الفائدة.
وتسعى تونس للحصول على قرض بقيمة 4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي شرط تمرير إصلاحات قاسية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز