انطلاق تصويت الخارج.. تونس تبدأ رحلة «التحرير الكامل»
انطلقت الانتخابات التونسية في الخارج، اليوم الجمعة، فيما اعتبره الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد خطوة جديدة على مسار "التحرير الكامل".
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات افتتاح أول مركز اقتراع للانتخابات الرئاسية بالخارج الجمعة، ومن المقرر أن تتواصل إلى يوم الأحد.
وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر لـ"العين الإخبارية" إن عملية فتح المكاتب والمراكز الانتخابية بالخارج ستتواصل تباعا من أقصى آسيا وصولا إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، لافتا إلى أن آخر مكتب سيتم فتحه في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.
- رغم تأييد سجنه.. هذا مصير مرشح رئاسي تونسي
- بتر «الذراع» لوقف «النزيف».. سياسي تونسي يقدم وصفة «الشفاء» من الإخوان
وأوضح بوعسكر أن عدد الناخبين التونسيين بالخارج ارتفع إلى نحو 630 ألف تونسي بالخارج له حق التصويت. وشدد على أن الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية ستكون في أجل لا يتعدى يوم 9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذكر رئيس الهيئة أن العدد الإجمالي للناخبين المسجلين بلغ 9 ملايين و753 ألفا و217 ناخبا مسجلا.
التطهير الشامل
وينطلق السباق الانتخابي في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث يخوض الاستحقاق الرئاسي 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي قيس سعيّد، والعياشي زمال، وزهير المغزاوي.
وقبل يوم من انطلاق التصويت بالخارج أيدت محكمة استئناف بمحافظة جندوبة شمال غربي تونس حكما ابتدائيا صادرا بحق زمال، ووفق حملة المرشح فإن هذا الحكم لا يحرمه من حق الترشح إلا بعد إدانته بحكم قضائي يستوفي جميع مراحل التقاضي، ابتدائي واستئناف وتعقيب.
ومن جهته، طالب قيس سعيد الشعب التونسي بمناسبة انطلاق السباق الانتخابي، بالإقبال على مراكز الاقتراع والمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية.
وقال إن أصوات الناخبين يجب أن تكون قوية ومزلزلة، داعيا إلى "العبور نحو التحرير الكامل والتطهير الشامل"، مبرزا أهمية هذه الانتخابات في استكمال الثورة التي بدأها الشعب منذ أكثر من عقد.
وتابع سعيد "سيكون لكم موعد مع الاختيار، ولكن سيكون أيضا موعدا مع التاريخ فلا تترددوا للحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات، أنتم وحدكم الذين ستختارون وستحدّدون مصير وطن بأكمله".
خيارات مستقبل البلاد
وشدّد على أن الشعب هو من يملك القرار، وأن خياراته ستكون محددة لمستقبل البلاد، وثمن سعيد "صمود الشعب في وجه محاولات زرع الفتنة وبث اليأس والإحباط والاستسلام" وفق قوله. واصفا ما حدث بأنه "حرب استنزاف طويلة ضد قوى الردة والعمالة في الداخل المرتبطة بدورها بدوائر خارجية وتسللت إلى عدد من المرافق العمومية"، في إشارة على ما يبدو إلى جماعة إخوان تونس وحلفائهم.
وتحت الضغط الشعبي خاض سعيد منذ عام 2021 معركة إزاحة الإخوان من مفاصل الدولة، بعد مؤشرات على دعمهم الإرهاب وتورط قياداتهم في فساد مالي.
ويحاكم غالبية قادة الجماعة بمن فيهم زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي في قضايا فساد وإرهاب.
وأكد أن "القوى المناهضة للثورة أصبحت اليوم تحاول استعادة مواقعها عبر التحالفات غير المعلنة"، موضحا أن "عدو الأمس قد أصبح صديق اليوم".
وأشار إلى "تلاعبات تحاك من وراء الكواليس تهدف إلى زعزعة الاستقرار وعدم تنظيم الانتخابات".
وأشار إلى أن "من يتباكون على الحريات هم أنفسهم الذين يتلقون الحماية من قوات الأمن". وأضاف أن "الوعي العميق للمواطنين كان عاملا أساسيا في التصدي لمحاولات الفتنة والإحباط، حيث صبر الشعب وصمد في مواجهة من يسعون لإرجاع البلاد إلى الوراء".
في سياق مواز، تشير إحصائيات رسمية إلى أن نحو مليون و800 ألف تونسي يقيمون بالخارج بشكل نظامي، وهو ما يمثل 15% من سكان البلاد.
وتستقطب أوروبا نحو 86 في المئة من الجالية التونسية بالخارج، بينهم نحو 56 في المئة بفرنسا و15 في المئة بإيطاليا ونحو 7 في المئة بألمانيا.
ويقيم بالدول العربية 10 في المئة من مجموع الجالية، في حين تستقطب بلدان أمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة) 6.6 في المئة من التونسيين بالخارج.