«صقور» إخوان تونس تنقض على «الخلاص».. انقسام وانفضاض
مع تفشي سرطان الانقسام داخل «الإخوان»، لم تسلم أوصاله في البلدان التي نشر سمومه فيها، من عدوى الصراعات التي أصابت رأس التنظيم.
جبهة الخلاص الإخوانية في تونس كانت على لائحة عدوى الانقسام الذي ضرب التنظيم الأم، فمع انفضاض التونسيين من حولها، والتفافهم حول مشروع الرئيس قيس سعيد، كان قياداتها حاضرين في كل دعوة احتجاجية؛ آملين في تحريك الشارع، للانضمام لصفوفهم.
إلا أن تلك القيادات يبدو أنها «كفرت» بالمشروع الإخواني، بحسب مراقبين، أكدوا أن تلك القيادات تركت «الخلاص» دون مساندة في الوقفة التي دعت إليها، أمام المسرح البلدي في العاصمة التونسية، يوم السبت، لترفع المظاهرة شعار «لم يحضر أحد».
انفضاض من حول الجبهة، شق طريقه مع ترشح رئيس حزب «العمل والإنجاز» عبداللطيف المكي للانتخابات الرئاسية في تونس، والذي كشف عن انشقاقات بدأت تدب بين الإخوان في تونس.
وحزب «العمل والإنجاز» أحد أبرز مكونات «جبهة الخلاص الوطني». ويعد رئيسه المكي أحد أبرز قيادات النهضة، وهو ينتمي إلى ما يعرف بـ«تيار الصقور» سابقاً داخل «النهضة».
فما أسباب انفضاض قيادات الإخوان من حول «الخلاص»؟
يقول عبدالمجيد العدواني الناشط والمحلل السياسي التونسي، إن «قيادات الجبهة بحد ذاتهم لم يعودوا يحضرون تلك المظاهرات التي ينظمونها.. ما يثبت مدى إفلاسهم الشعبي».
وأوضح المحلل السياسي التونسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جبهة الخلاص يوم السبت حضرها من قيادات الجبهة العجمي الوريمي ورياض الشعيبي وأحمد نجيب الشابي وبلقاسم بلحسن فقط، ما يؤكد تلاشي هذه الجبهة.
وأضاف أن «الانشقاقات» عصفت بجبهة الخلاص، مستدلا على ذلك بإعلان عبد اللطيف المكي ترشحه للانتخابات الرئاسية دون العودة إلى الجبهة.
ويعكس ترشح المكي دون استشارة «الخلاص»، تفاقم الخلافات والانشقاقات داخل الجبهة الإخوانية، خاصة أن الأخيرة كانت تسعى للخروج بموقف موحد لتزكية أحد قادتها لخوض السباق الرئاسي ضد قيس سعيد، إلا أن مسارعة حزب العمل والإنجاز إلى تسمية مرشحه، سينعكس على تشتيت الأصوات، بحسب مراقبين.
لكن ما حظوظ المكي؟
بحسب العدواني، فإن «شعبية الإخوان اليوم تآكلت وهذا نتبينه من خلال عجزها عن تحريك الشارع في مواجهة الرئيس سعيد مضيفا انه «لا المكي أو غيره يستطيعون منافسة الرئيس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية».
وأشار الى أن «الشعب فقد ثقته في الإخوان الذين حكموا السنوات الماضية، نتيجة ممارسات العشر سنوات الماضية»، مؤكدًا أن التونسيين حملوهم المسؤولية عن الأزمات التي عصفت بالبلاد، خلال تلك الفترة.
وأضاف أن «الإخوان في أوج ضعفهم داخل المشهد السياسي، حتى إن الشارع لا يستجيب إلى تحركاتها مهما دعوا إليها فضلا عن تآكل رصيدهم الانتخابي».
وتواجه قيادات الإخوان تهما تتعلق بغسيل الأموال والتجسس والتآمر على أمن الدولة بعد شكاوى رفعتها هيئة الدفاع في قضيتي اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وكان رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر قد أكد في وقت سابق أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين.
ووفقاً للدستور التونسي، فإنه يتم انتخاب الرئيس لمدة 5 سنوات بالاقتراع العام، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الرئاسة، بأغلبية مطلقة من الأصوات.