الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا.. أمل جديد لاقتصاد تونس
تتميز تونس بموقع استراتيجي في علاقته بالطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح علاوة على قربها من سوق استهلاكية كبيرة من أوروبا، ويفتح هذا الملف آفاقا جديدة للاقتصاد.
ويرى خبراء الطاقة أن تونس قد أطلقت منذ عام 2022 خطة لتطوير استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين الأخضر التي يُعتزم الانتهاء منها بحلول عام 2024.
وقد وقعت تونس، أمس الإثنين بقصر الحكومة بالقصبة، مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية والمجمع الفرنسي "توتال إنرجي" والمجمع النمساوي "فربوند" لتنفيذ مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر انطلاقا من تونس وتصديره الى أوروبا عبر الأنابيب.
ويهدف المشروع إلى إنتاج 200 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر في مرحلته الأولى، وتركيز نحو 5 آلاف ميغاواط من الطاقات المتجددة، و2000 ميغاواط من تقنية التحليل الكهربائي (الإلكتروليز).
من جهته، قال عماد المحجوبي الخبير في مجال الطاقة، إن بلاده لديها كل الإمكانيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر للسوق المحلي والتصدير للخارج من الماء والطاقات الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن تونس إذا تمكنت من تصدير مليون طن من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا حتى سنة 2050 فستكون العائدات السنوية تقدر بين 5 و6 مليارات يورو.
وأوضح أن حاجيات أوروبا من الهيدروجين الأخضر في غضون سنة 2030 ستبلغ 10 ملايين طن، إذ فتحت القارة الأوروبية السوق لتوريد الهيدروجين من شيلي وأستراليا.
وتابع "بينما يمكن لتونس بحكم قربها إلى أوروبا تلبية 10 في المئة من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر بحلول سنة 2030 وتحقيق عائدات هامة من العملة الصعبة".
خيار استراتيجي
من جهة أخرى، قال الخبير في المجال الطاقي وليد الورفلي، إن تونس تعمل على إنتاج الطاقات البديلة كخيار استراتيجي في ظل التحديات المناخية الراهنة.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن تونس تتجه نحو استخدام طاقة الهيدروجين الأخضر لتحقيق أهدافها البيئية في عدد من الأنشطة المتعلقة بالصناعة والنقل الثقيل والمحروقات.
وتابع أن تونس تعمل في مشروعها للانتقال الطاقوي للاعتماد على طاقة الهيدروجين الأخضر للحد من انبعاثات الكربون والتمكن من تخزين الطاقة.
وفسر ذلك بأن تونس تعمل على إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال استخدام الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقات المتجددة مثل طاقات الرياح والشمس والماء.
ويعد الهيدروجين الأخضر طاقة نظيفة خالية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وبإمكانها مساعدة تونس على تحقيق أهدافها في مجال الحياد الكربوني، خاصة أن السوق الأوروبية تشترط بحلول عام 2026 بضائع مصنعة بمعايير تحترم البيئة وتخفض من إفراز ثاني أكسيد الكربون.
200 ألف طن سنويا
وقال كاتب الدولة المكلف بالانتقال الطاقي، وائل شوشان، إثر توقيع الاتفاقية، إن مذكرة التفاهم التي تم امضاؤها تندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية التونسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر التي تم إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2023 من طرف الوزارة.
وتستهدف وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية إنتاج 8.3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2050 وتوفير حوالي 430 ألف فرصة عمل.
وأوضح شوشان أن موقع تونس الاستراتيجي في المنطقة (قربها من أوروبا) سيخول لها أن تكون فاعلا مهما في تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
كما أضاف أن المرحلة النهائية للمشروع ترمي إلى إنتاج 1 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا وتركيز نحو 25 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة ونحو 10 آلاف ميغاواط من التحليل الكهربائي.
ويُعد مناخ تونس معتدلاً إلى حار، في حين تقدر ساعات سطوع الشمس بالآلاف على مدى العام بأكمله، ما يجعلها تتمكن من تلبية احتياجاتها الخاصة.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA==
جزيرة ام اند امز