سوسة التونسية تحتفي بـ"إله البحر".. رسائل سلام ومحبة في كرنفال "أوسو"
بعد غياب لمدّة 4 سنوات، عاد" كرنفال أَوِسُّو" في حلّة جديدة في دورته الستين ليضفي جمالا وسحرا خاصا على محافظة سوسة الساحلية في تونس.
وعلى امتداد الكورنيش في الطريق السياحية، المطلة على شاطئ "بوجعفر" في سوسة التونسية، تتالت عربات تحمل رموزا ودمى ضخمة تلخّص خصوصية المدينة الساحلية، لتعطي شارة انطلاق "كرنفال أوسو".
وتخلل الكرنفال عرض لوحات استعراضية من عدّة دول على غرار الجزائر وليبيا وسوريا ومصر وبوركينا فاسو وبولونيا.
ومن بين العربات التي غالبا ما تجذب انتباه الجماهير المتابعة، عربة "أوسو" التي تحمل "إله البحر"، في محاكاة لأسطورة تاريخية.
و"كرنفال أوسو" يعود إلى العهد الفينيقي، وقد اقترن في العصر الحديث بذكرى وطنية وهي عيد إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو/ تموز 1957.
ويطلق التونسيون لفظ "أوسو"، حسب التقويم "الأمازيغي"، على فترة تمتد حوالي 40 يوماً تبدأ يوم 25 يوليو/تموز ويكون فيها الطقس شديد الحرارة.
ومهرجان "أوسو" التاريخي كان يسمّى في عهد الاستعمار الفرنسي احتفال "سانتا ماريا" حيث كان يُحتفى بإله البحر "أوسو"، ليصبح بعد الاستقلال مهرجاناً يعانق العالمية ويحمل رسائل سلام ومحبة ذات بعد تاريخي وحضاري لتونس.
وتاريخياً "أوسو" هو تسمية إله البحر الذي يدعى "أغسطس"، والذي يكون موجوداً في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يأتون البحر، وفق معتقدات الفينيقيين.
ولا يزال التونسيون يعتقدون أن في البحر شفاء للجسد وسكينة للروح وتجنباً للأمراض طوال الشتاء.
ويعتبر "كرنفال أوسو" أول الكرنفالات في أفريقيا والعالم العربي، وتشارك فيه عدة دول عربية وأوروبية سواء من خلال الفرق أو اللوحات الفنية أو السياح الوافدين.
وعاشت المدينة، مساء الاثنين، على وقع الموسيقى والألوان والإيقاعات، رافقها حضور جماهيري كثيف قدّرته الوحدات الأمنية بأكثر من 60 ألفا.
وتشرف على تنظيم هذا المهرجان "جمعية مهرجان أوسو" بسوسة، وهي منظمة مستقلة تشرف على تنظيم المهرجان منذ تأسيسه عام 1958.
من جانبه، اعتبر وزير السياحة التونسي معز بلحسن في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مهرجان أوسو فرصة لتنشيط مدينة سوسة سياحيا واقتصاديا.
وأشاد الوزير بحسن تنظيم هذا الكرنفال الذي زاد في إحياء مدينة سوسة باعتباره تظاهرة ضاربة في القدم.
وأكّد الوزير وجود مؤشرات تبشّر بموسم سياحي واعد حيث إنه وإلى 20 يوليو/ تموز سجلت وزارته 4.6 مليون وافد على بلادنا بزيادة تقدّر بـ75% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وبذلك تتجاوز أرقام السنة المرجعية 2019.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز