مهرجان "نوار الملح".. تونس تحتفي بأصحاب الهمم والمهمشين

للفئات الفقيرة وأصحاب الهمم نصيب في الثقافة والفن، هكذا كان شعار مهرجان "نوار (زهور) الملح" الذي انطلق الأربعاء بسهرة لفنانين تونسيين.

وقد أحيت زهرة الأجنف ونوال بن صالح، وصبري مصباح ومغني الراب سانفارا حفلا فنيا على ركح مسرح قرطاج الأثري، حضره عدد مهم من أصحاب الهمم وعائلاتهم.

ولأول مرة تشرف وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية على مهرجان ثقافي، تأكيدا على حقّ الفرد والمواطن في الانفتاح على الشأن الثقافي وفي اللامركزية الثقافية.

 وهذا المهرجان، الذي سيتواصل حتى يوم 27 أغسطس/آب الجاري، موجه لفائدة المواهب من أبناء العائلات المسجّلة ببرنامج "الأمان الاجتماعي (عائلات معوزة)" وأصحاب الهمم في جميع محافظات البلاد وأبناء العائلات المهاجرين والمقيمين بالخارج.

"نوار الملح" تظاهرة أولى من نوعها تسلّط الضوء على أبناء المنتفعين ببرنامج الأمان الاجتماعي الموهوبين الذين ستتوّج أعمالهم في مسابقات من تنظيم المهرجان في شتّى المجالات الثقافية والإبداعية من مسرح وغناء وكتابة وشعر وسينما ورقص.

وعن تسمية المهرجان بـ"نوار الملح"، فسرت وزارة الشؤون الاجتماعية أن الكادح والمثابر والفئات الهشة أصبح لهم مهرجان يشبه هذه الأرض وهذا الشعب كي يكونوا ملح هذه الأرض ونوّارها (زهور).

كما سيتم خلال المهرجان عرض مشاركات المتسابقين على لجان تحكيم مختصّة متكوّنة من ذوي الخبرة والاحتراف من المجال الثقافي والفني، وبعد الفرز الذي سيتم على مراحل، يتم تتويج 10 متسابقين كفائزين والإعلان عن النتائج النهائية.

وألقى وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي كلمة الافتتاح، التي أكد فيها أن هذا المهرجان هو إهداء لهذه الفئة الخاصة من المجتمع، مؤكدا خلال كلمته أن الدولة التونسية في خدمة جميع الشرائح والفن والترفيه حق من حقوق التونسيين.

وقال متوجها للجمهور الحاضر: "ارفعوا رؤوسكم فأنتم في حضرة تونس الجديدة".

كما رافق وزير الشؤون الاجتماعية خلال هذه الفعالية كلا من وزير التربية محمد علي البوغديري ووزيرة المرأة آمال موسى إضافة إلى مجموعة من نواب مجلس الشعب.

وقالت مديرة دورة المهرجان أسمهان الفرجاني إن تنظيم هذا المهرجان يأتي في سياق إقامة عروض مسرحية وموسيقية لفائدة الفئات الاجتماعية الأقل حظا في النفاذ إلى المهرجانات الصيفية.

وأكدت لـ"العين الاخبارية" أنه تم تخصيص عدد مهم من الدعوات المجانية للفئات محدودة الدخل والفقيرة من الجمهور خلال عرض الافتتاح فيما يكون الحضور بأسعار تحفيزية لبقية العروض.

 وأشارت إلى أن عروض مهرجان نوار الملح تندرج في إطار الفن البديل، وهو مفهوم يقصد به أنسنة الثقافة باعتبارها خدمة إبداعية يجب أن تتمتع بها الطبقات الفقيرة.

وللإشارة فإن هذا المهرجان سيجوب ثلاث محافظات تونسية حيث سيتابع جمهور محافظة الكاف (شمال غربي) يوم 24 أغسطس/آب حفلا فنيا تشارك في إحيائه كل من لينا بن علي وياسر جرادي.

وسيكون جمهور محافظة توزر (جنوب) على موعد، يوم 25 أغسطس/آب الجاري، مع إقامة عرض فني بعنوان "مسرب الهطايا" للفنان نضال اليحياوي، وكذلك عرض يحمل عنوان "حكواتي" للفنان العروسي الزبيدي، في حين يتابع جمهور محافظة القيروان (وسط) مسرحية "بنات سعاد" لمخرجها الصادق حلواس.

أما يوم 26 أغسطس/آب فسيكون جمهور العاصمة على موعد مع عرض مسرحية "عائشة" للفنان سامي النصري، على أن تختتم بحي "الملاسين" وهي أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة التونسية، هذه الدورة بعرض مسرحية "ملاسين ستوري" للفنان المسرحي بلال البريكي.