«الهريسة التونسية».. مهرجان يحتفي بتراث الفلفل والهوية في نابل

تعيش مدينة نابل شمال شرقي تونس أجواءً حافلة بالبهجة خلال فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان “الهريسة والفلفل”.
يقام الحفل هذا العام تحت شعار “جودة وتراث”، بمشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية، في احتفاء خاص بالمنتوج التونسي الذي أدرجته اليونسكو عام 2022 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
ويستقطب المهرجان، الذي تنظمه جمعية صيانة المدينة، آلاف الزوار من مختلف أنحاء البلاد، حيث تتزين الساحات بألوان الفلفل الأحمر، وتعرض النساء منتجاتهن التقليدية من “الهريسة”، بينما يتنافس كبار الطهاة في إعداد أطباق شهية تعتمد على هذا المكوّن التراثي المميز.
وقال لطفي بالطيب، عضو لجنة التنظيم، إن الهدف من المهرجان هو تسليط الضوء على الهريسة التونسية باعتبارها رمزًا من رموز الهوية المحلية، وتعزيز حضورها في الأسواق العالمية من خلال إبراز طرق إعدادها التقليدية التي تشتهر بها مدينة نابل.
ويتضمن برنامج الدورة ورشات حية لتحضير الهريسة، وعروض طبخ وتذوق، وندوات علمية وفنية، إضافة إلى فضاءات للفنون التشكيلية والفسيفساء التي تعكس جمال التراث المحلي.
ويُعرف سكان محافظة نابل بشغفهم بالفلفل وبراعتهم في إعداد الهريسة، التي تُحضَّر من الفلفل الأحمر الحار المجفف تحت أشعة الشمس والممزوج بالثوم والتوابل وزيت الزيتون، لتكون عنصرًا أساسيًا في المطبخ التونسي وترافق الأطباق اليومية مثل الحساء والكسكسي والمشاوي.
وتُعد تونس من أبرز منتجي الفلفل في المنطقة بإجمالي محصول يتجاوز 500 ألف طن سنويًا، وتحتضن نابل عددًا كبيرًا من المصانع التي تصدّر الهريسة المعلبة إلى ليبيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول، ما يعكس المكانة الاقتصادية والثقافية لهذا المنتج التقليدي.
ويواصل المهرجان فعالياته على مدى ثلاثة أيام، ليؤكد أن “الهريسة” ليست مجرد أكلة، بل رمز للتراث والذوق والذاكرة التونسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز