أزمة التدخل الحكومي.. شبح التجميد يخيم على الكرة التونسية
تواجه كرة القدم التونسية خطر التجميد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب الأزمة التي نشبت بين وزارة الرياضة واتحاد الكرة مؤخرا.
وكانت وزارة الرياضة التونسية قد وجهت تهديدا صريحا للاتحاد المحلي لكرة القدم بتفعيل إجراءات حله، في حالة عدم عرض القرار الذي أصدره بخصوص إقصاء فريق هلال الشابة من الدوري المحلي على الجمعية العمومية.
وقام الهيكل المشرف على كرة القدم التونسية في وقت سابق باستبعاد نادي هلال الشابة من منافسات النسخة المقبلة من الدوري التونسي، كعقوبة على عدم خلاص المستحقات المالية المتأخرة.
ترقب حذر
وتتابع جماهير الكرة في تونس باهتمام كبير تطورات الصدام بين كمال دقيش، وزير للشباب والرياضة والإدماج المهني التونسي، ووديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم.
وكان وزير الرياضة منح الاتحاد التونسي، الإثنين، مهلة لـ3 أيام من أجل مراجعة قراره القاضي باستبعاد هلال الشابة نهائيا من دوري الدرجة الـأولى، قبل اتخاد قرار حله بشكل نهائي.
وتعيش مدينة الشابة منذ عدة أيام على وقع احتجاجات شعبية أخذت أبعادا تصعيدية خطيرة.
ويعتبر دقيش خطوة وزارته بالقانونية، بداعي أنها تنطوي تحت طائلة الفصل رقم 9 من القانون المتعلق بالهياكل الرياضية، الذي يسمح للوزارة باستعادة المرفق العام الرياضي من الاتحاد، في حالة عجز الأخير عن تسييره بشكل سليم.
جدل قانوني
اختلفت التقييمات بخصوص الحل المنتظر لاتحاد الكرة من قبل وزارة الرياضة التونسية، فبعض الأطراف، على غرار الخبير الكروي خالد حسني، يرى فيها تدخل سياسي صريح يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تحاول حماية اللعبة من تلك التدخلات.
هذه الأطراف تعتقد أن "الفيفا" لن يتردد في تجميد كرة القدم التونسية في حالة تفعيل قرار الحل، اقتداء بما حصل في السابق مع كرة القدم النيجيرية والسودانية.
وتبعا لذلك، لن يكون بإمكان الأندية التونسية ومنتخبات "نسور قرطاج" المشاركة في جميع المسابقات الخارجية خلال الفترة المقبلة.
هذا السيناريو الكارثي الذي يهدد كرة القدم التونسية، ترفضه أطراف أخرى، على غرار محمود البارودي، الرئيس الأسبق لنادي قرمبالية الرياضية، الذي يرى أن حل الاتحاد التونسي لكرة القدم شأن داخلي، وينصهر ضمن آليات تطبيق الدولة التونسية لقوانينها على أحد هياكلها.
وتقلل هذه الأطراف من المخاوف التي يبديها البعض بخصوص إمكانية تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفرضه عقوبات مغلظة على كرة القدم التونسية.