دعوة عالمية من تونس لتسخير الذكاء الاصطناعي في التصدي لأزمة المناخ

احتضنت تونس المنتدى الأول حول التنمية المستدامة وتغير المناخ بمشاركة 20 دولة، حيث طُرحت توصيات علمية لمكافحة التغيرات المناخية وتوظيف الذكاء الاصطناعي من أجل تنمية مستدامة.
وأفاد فتحي زقروبة مدير عام مدينة العلوم بتونس في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هذا المنتدى الذي انتظم يومي الإثنين والثلاثاء انبثقت عنه جملة من التوصيات الموجهة للسياسات العامة من الوزارات و مراكز البحث و الجامعات والهيئات المعنية بمجال مكافحة التغيرات المناخية.
وتابع أنه تم التوصية بإنشاء شبكة خبراء أفريقية ـ أوروبية للتعاون من أجل التوصل إلى الحلول الملائمة في هذا الصدد والعمل على اقتراح مشاريع شراكة ملموسة.
- الأدوية الجنيسة.. رهان تونس لتوفير علاج فعّال وبأسعار معقولة
- تحويلات التونسيين في الخارج.. هل تكون طوق النجاة للاقتصاد؟
وأكد ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية.
وأضاف أن المنتدى ناقش جملة من المحاور العلمية على غرار التنوع البيولوجي وسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة للمحافظة على المنظومة البيئية والتغيرات المناخية إلى جانب دور الذكاء الاصطناعي كأداة في خدمة التجديد والتطور التكنولوجي.
وأوضح أن هذا المنتدى نظمته مدينة العلوم بالشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس وسفارة فرنسا تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف أنّ الأهداف من هذا المنتدى تتمثل في التباحث المشترك حول بعض المستجدات العلمية والتكنولوجية في مختلف المجالات الحيوية ذات الأهمية القصوى وكيفية تقويم نتائج البحث العلمي من أجل المصلحة العامة في مختلف المستويات وتحسين جودة الحياة.
وأكد على ضرورة أن تساهم نتائج البحث العلمي في خلق الثروة وفي التنمية التشغيلية.
كما شدد على أهمية المكانة التي تحتلها تونس كمنارة علمية وكجسر تواصل بين الجانبين الأوروبي والإفريقي وحوض البحر المتوسط.
من جهة أخرى، قال منذر بلعيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي إن التجارب الناجحة تعدّ مرحلة أساسية للتسريع بالتحوّلات، كما أنّ مشاركة الممارسات الفضلى وتثمين النجاحات العلمية والتكنولوجية يساهم في خلق شبكة للمعرفة مترابطة لها القدرة لإيجاد الحلول المرتبطة بالواقع المحلّي والعالمي.
كما شدّد الوزير في كلمة ألقاها خلال المنتدى على أنّ لتونس منظومة تعليم عالي وبحث العلمي لها دور أساسي في تطوير التنمية المستدامة، وذلك بفضل كثافة المؤسّسات (أكثر من 200 مؤسّسة جامعية و42 مدارس دكتوراه) والتميّز في جودة التكوين والبحوث التطبيقية، إضافة إلى شبكة من المخابر ووحدات البحث المتخصّصة وأكثر من 522 مخبر بحث.
كما أكد بأنّ تونس تعدّ اليوم وجهة للخبرات العلمية المتنوّعة خاصة في مجال الهندسة والتكنولوجيا والعلوم الفلاحية والعلوم الصحيحة والطبيعية، ولها سياسة متواصلة لدعم التجديد والبحوث التطبيقية والالتزام بالتحوّل الإيكولوجي.
من جهة أخرى،أكد رئيس ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي مراد بالأسود أن هذا المنتدى يُعدّ فرصة لجمع الخبراء والباحثين لمناقشة التطورات والاستراتيجيات المستقبلية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات التنوع البيولوجي والمناخ والصحة.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن تونس تصنف اليوم كدولة متطورة من ناحية الإنتاج العلمي استنادا إلى عدد الباحثين وهي تحتل بذلك المراتب الأولى أفريقيا وحتى على الصعيد الإقليمي.
وأضاف أن التحدي المطروح اليوم هو كيفية تحويل البحث العلمي إلى واقع ملموس في النسيج الاقتصادي والاجتماعي حتى يحقق الاستفادة منه .
وأشار إلى أنه يتم العمل حاليا على وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي ستكون جاهزة قريبا .
وشارك في هذا البرنامج حوالي 35 خبيرا وأستاذا وباحثا من مختلف دول العالم، وذلك من أجل تبادل الخبرات والتجارب الناجحة وخاصة تحديد توجهات والأهداف الاستراتيجية المستقبلية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في شكل تحديات جماعية من أجل التقليص من حدّة التغيّرات المناخية ومدى تأثيراتها على حياة الإنسان وعلى البيئة بصفة عامة وتحقيق الأهداف المنشودة من التنمية المستدامة التي ترجع بالنفع على المجتمع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU1IA== جزيرة ام اند امز