لمواجهة أزمة الباغيت.. الإطاحة بـ"بارونات" الاحتكار في تونس
ضربت السلطات التونسية بيد من حديد الرؤوس الكبرى (بارونات) للاحتكار والمضاربة في البلاد، التي تسعى لتأجيج الأوضاع بتصدير أزمة ندرة الدقيق والأعلاف.
وقد أوقفت قوات الأمن التونسي اليوم الخميس، المقرب من الإخوان حاتم الشعبوني صاحب أكبر شركة أعلاف تونسية ومحمد بوعنان رئيس الغرفة الوطنية للمخابز من أجل شبهات الاحتكار والمضاربة في السوق بمواد غذائية مدعمة وشبهات تبييض الأموال.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أنه تم توقيف رجل الأعمال حاتم الشعبوني صاحب سلاسل مشهورة للدواجن وللأعلاف.
- اختبار رئيس الحكومة التونسية الجديد.. "الباغيت" أولا
- أفضل صانع لخبز الباغيت الفرنسي لعام 2023.. مفاجأة
وأوضحت ذات المصادر أن الشعبوني مول حزبي" النهضة" و"تحيا تونس" وحقق أموالا طائلة من وراء ذلك واستفاد من علاقته بهذين الحزبين بحصوله على قروض دون ضمان.
وأضافت ذات المصادر أن محمد بوعنان هو زعيم بارونات الخبز الذي يمتلك شبكة من المخابز ويبيع الطحين المدعم في السوق السوداء.
وتشهد تونس منذ أيام نقصا في الخبز، ويقف المواطنون في طوابير لعدة ساعات لمن أجل الحصول على احتياجاتهم.
محاولة يائسة يجزم مراقبون أنها من صنع حركة النهضة الإخوانية (التابعة لجماعة الإخوان التي تُصنف إرهابية في عدة دول) والتي تعيش أسوأ أيامها، في ظل التوقيفات والأحكام القضائية التي تلاحق قياداتها، بتهم تتراوح ما بين الإرهاب والفساد.
وقد بلغت أزمة نقص الخبز في تونس مستوى قياسيا، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن أغلق نحو 1500 مخبز أبوابها في عدة مناطق، إثر عدم توافر المواد الأساسية لصناعة الخبز المدعم (الذي يسميه التونسيون الباغيت).
وتعقيبا على ذلك، ألمح الرئيس التونسي قيس سعيد في خطاب له، يوم الإثنين الماضي، إلى تورط الإخوان في هذه الأزمة.
وقال سعيد: "هناك أطراف تعمل من داخل الإدارة التونسية لصالح أطراف تسعى لتأجيج الأوضاع الاجتماعية في البلاد".
وأضاف "في كل مرة يظهر فيها نقص في المواد الأساسية، فإن الأهداف السياسية وراء ذلك معروفة"
وأردف: "على كل المسؤولين في الإدارة أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة.. لا يمكن القبول بأي مسؤول يعمل لأطراف أخرى.. أعرفهم بالأسماء ولن نسكت على تجويع الشعب التونسي".
وأشار الرئيس التونسي إلى أن "وجود ترتيب معين من طرف من يعيشون في الظل ويرغبون في التحكم"، مبينا أن هذه الجهات عادت من جديد لتأجيج الأوضاع الاجتماعية، "لأن لا هدف لها سوى تجويع المواطن".
وتابع "تسللوا إلى الإدارة كالسرطان في كل مكان، وهذه الخلايا لابد من القضاء عليها ولابد من تطهير الإدارة ممن يريدون العبث بقوت الشعب والتنكيل به".
وقال الرئيس سعيّد “يجب اتخاذ إجراءات عاجلة تتعلق بالخبز”، مؤكدا وجود “تلاعب”. وأشار إلى أن معاناة المواطن للحصول على الخبز من خلال الوقوف ضمن طوابير مدة ساعات. وكشف قيس سعيد أن “في تونس 3 آلاف و337 مخبزا مصنفة (تبيع بأسعار تضبطها الدولة)، و1443 مخبزا غير مصنفة (أسعارها حرة)”، معتبرا أن “الأخيرة تريد تجويع التونسيين”.
وأكد سليم السياري الناشط السياسي أنه يجب مواجهة الاحتكار عن طريق ضرب الرؤوس الكبرى التي تستفيد من كل الأزمات.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن إخوان تونس وجماعته تريد استعادة التاريخ من أجل الإطاحة بمنظومة الرئيس التونسي قيس سعيد. وأوضح أن تونس شهدت سابقاً "أحداث الخبز"، نتيجة عدم توافر المواد الغذائية في الأسواق ورفع أسعارها، "وهو الأمر الذي تسعى إليه بعض القوى السياسية من الإخوان وحلفائهم.
وأشار إلى أن الخبز في تونس ذو رمزية كبرى في التاريخ الحديث حيث إن أحداث الخبز، تعود لأواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 1983 وأوائل يناير/كانون الثاني 1984، حيث انطلقت شرارتها الأولى في مدينة دوز التابعة لولاية قبلي وصولا إلى العاصمة وهو ما تريد حركة النهضة تكراره في هذه الآونة.
وشهدت تلك الأحداث مظاهرات أسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن فيما بينها، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى، إضافة إلى عدد كبير من المعتقلين بينهم طلبة وتلاميذ.
لكن خطاب الدقائق القليلة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أحال تلك الاحتجاجات إلى فرحة عارمة عمت مختلف المدن التونسية بعد تخفيض أسعار الخبز.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg جزيرة ام اند امز