في تونس الكوارث لا تأتي فُرادى.. الجفاف وتغير المناخ يلتهمان الغذاء
أثرت موجة الجفاف والتغيرات المناخية في تونس على زراعة الخضروات والغلال ما أدى إلى نقص كبير في المحاصيل وارتفاع في الأسعار.
وفي السوق المركزية بالعاصمة، المشهد مغاير للعادة، فكل بائع للخضراوات يقف أمام أكداس صغيرة من الخضر وكل زبون يشتري كميات قليلة من جميع الأنواع.
وعند سؤالك عن الأسعار، تصطدم بأسعار باهظة الثمن فالكيلوغرام الواحد من الفلفل الذي تكون أسعاره في المتناول في فصل الصيف أصبح يتجاوز الدولار ونصف. أما الطماطم فوصل سعرها أكثر من 3 دنانير ما يعادل قرابة الدولار الواحد.
وقال الصادق العبيدي بائع بالسوق "إن الأسواق تخضع لقانون العرض والطلب وكلما ندرت المواد زادت الأسعار".
- اختبار رئيس الحكومة التونسية الجديد.. "الباغيت" أولا
- العجز التجاري لتونس يسجل 1.44 مليار دولار.. وقرار بوقف تصدير الخضراوات
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن"ارتفاع الأسعار ليس ذنبنا بل نحن اشتريناها بهذا السعر"، مضيفا أن العديد من المواد الزراعية والخضروات شهدت نقصا على غرار الطماطم الفصلية والفلفل والخضر الورقية بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد خلال الصيف الجاري، حيث تجاوزت درجات الحرارة الخمسين.
وأكد أن تقلص المساحات المزروعة وشحّ الموارد المائية هما أبرز الأسباب.
ويستهلك التونسيون بشكل كبير الإنتاج المحلي من خضراوات وغلال في إعداد غذائهم.
وتراجَع منسوب مياه مخزونات السدود والبحيرات الجبلية بسبب قلة التساقطات في تونس، مع موسم جفاف للعام الثالث على التوالي، حيث يواجه الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وضعا صعبا لم تعشه تونس منذ سنوات.
احتباس حراري
وأكد الخبير في المناخ سليم الغضباني أن الاحتباس الحراري أسهم في انخفاض النسبة السنوية من الأمطار، ما أثر سلبا على امتلاء السدود وزاد في انخفاض مستوى المياه السطحية.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن نقص المياه أثر على المحاصيل الزراعية، خاصة الخضراوات والحبوب.
واعتبر أن لجوء السلطات إلى تقليص المساحات المروية أمر متوقع في ظل تواصل الجفاف ونزول المخزون المائي في السدود إلى مستويات ضعيفة.
وأكد أن "جلّ المناطق السقوية بالبلاد مغلقة وهو ما أدى إلى تقلص حاد في مساحات الإنتاج خاصة الخضراوات"، مضيفا أن الأشجار المثمرة مهددة أيضا باعتبار أنها لا تتحصل إلا على حوالي 20% من حاجياتها من المياه.
وقد دفع الجفاف الذي تشهده تونس السلطات الزراعية إلى مطالبة المزارعين بالاكتفاء بالحد الأدنى من المياه لزراعة الخضراوات.
ودأبت ماكينات الري على سحب المياه من السدود والأودية والبحيرات الجبلية إلى جانب الآبار العميقة في الفترة الماضية، غير أن أغلب هذه الآليات تعطلت منذ فصل الشتاء مع انحسار منسوب المياه خاصة في السدود التي وصلت إلى 28%.
تراجع الإنتاج
من جهة أخرى، قال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان (وسط) المولدي الرمضاني، إن موجة الحر الأخيرة أضرّت بنحو 90 % من مساحة الخضراوات بمحافظة القيروان.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن موجة الحر تسببت في هلاك جزء من محاصيل الفلفل والطماطم والقرعيات، ما أثّر على نسق التزويد بهذه المنتوجات الفصلية، وأدّى إلى ارتفاع أسعارها.
وتابع "كما أثرت موجة الحر على إتلاف عدد من أشجار اللوز المشمش والتفاح والعنب ما تسبب في غلاء أسعار هذه الأنواع من الغلال وأثّرت بدرجة أقل على أشجار الزيتون.
وأكد أن تعرّض الخضروات والغراسات لأضرار سيتسبب مستقبلا في تراجع هذه الإنتاجات أكثر .
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز