زراعة العنب في تونس.. إنتاج يتراجع على وقع التغيرات المناخية

تعتبر تونس الدولة الأكثر إنتاجاً للعنب بمنطقة البحر المتوسط حيث تشتهر بزراعة عنب الطاولة والتحويل، الذي يتم تصديره إلى دول الجوار، إلا أن إنتاج العنب أصبح يعاني من تأثير الاحترار كأغلب الزراعات الأخرى، على المحاصيل.

 وتراجعت في السنوات الأخيرة المساحات المخصصة لزراعة العنب، ما تسبب في تراجع حجم الإنتاج بنسبة تجاوزت الـ40% وذلك بفعل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في البلاد.

يتم إنتاج العنب في تونس بشكل رئيسي في منطقة الوطن القبلي بمحافظة نابل، والتي تغطي حوالي 10 آلاف هكتار وتساهم بـ66% من الإنتاج الوطني، بالإضافة إلى محافظة سيدي بوزيد حيث تشتهر بجودة إنتاجها.

وقال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقرمبالية (تابعة لمحافظة نابل)، شكري بوزيري إن محافظة نابل تعد إحدى أبرز المحافظات المنتجة للكروم في تونس.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن نسبة تقدم جني عنب التحويل بمحافظة نابل، بلغ حوالي 85% إلى حدود اليوم الأحد، وذلك منذ انطلاق الموسم يوم 13 أغسطس/آب الماضي.

وعنب التحويل هو نوع من العنب يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة المنتجات الزراعية الأخرى مثل الزبيب والعصائر، وليس بالضرورة للاستهلاك الطازج مباشرة.

وأوضح بوزيري أن محاصيل هذا الموسم تشهد تراجعاً ملحوظاً، إذ لا تتجاوز التقديرات 17 ألف طن مقابل 25 ألف طن خلال الموسم المنقضي، أي بانخفاض يتراوح بين 25 و30%.

وأرجع هذا التراجع بالأساس إلى تقلص المساحات المزروعة بالعنب بفعل التغيرات المناخية والجفاف الذي عرفته المنطقة في السنوات الأخيرة، رغم نزول كميات هامة من الأمطار خلال الموسم الزراعي  الماضي.

• خبراء تونسيون: قطاع التمور نافذة تنافسية عالمياً
• خبراء تونسيون: قطاع النسيج رافد تصديري استراتيجي.. وخطة خمسية لإنعاشه
  
  

 من جهة أخرى، قال صابر بن خليل صاحب ضيعة عنب في محافظة نابل إن تقلص المساحات المزروعة وارتفاع درجات الحرارة التي فاقت 40 درجة وارتفاع تكاليف الإنتاج تعد من أبرز الأسباب لتراجع محاصيل العنب.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن أسعار قبول كروم التحويل لا تغطي تكلفة الإنتاج بما يستوجب تدخل الدولة لدعم المزارعين موضحا أن القطاع يتطلب حلولاً لتطويره وضمان استمراريته.

وأشار إلى أنه رغم أهمية زراعة العنب الاقتصادية والثقافية في تونس، إلا أن القطاع يواجه صعوبات مثل ضعف مردودية الإنتاج وتراكم الديون على المزارعين.

وقال إن محافظة نابل تضم حوالي 3 آلاف منتج موزعين بالخصوص على مناطق قرمبالية وبوعرقوب وقربة وتاكلسة وهو مصدر رزق للأهالي. لذلك؛ يجب على الدولة مساعدة المزارعين من خلال دعمهم من أجل رفع الإنتاج.