تدهور صحة الغنوشي بعد اعتقاله.. لعبة إخوانية معتادة
يختلق إخوان تونس الأكاذيب للترويج لتدهور حالة زعيمهم راشد الغنوشي عقب اعتقاله بتهمة التحريض على الأمن القومي والدعوة للعنف.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي، أن هذه الأكاذيب ما هي إلا ألاعيب إخوانية معتادة، فكلما تم القبض على قيادي إخواني، يعلن أنصار التنظيم الإرهابي إصابته بوعكة صحية.
وسبق أن تم نقل وزير العدل الأسبق نور الدين البحيري ووزير الداخلية الأسبق الإخواني علي العريض إلى المستشفى بعد اعتقالهما بسبب ما قيل إنه تدهور حالتهما الصحية.
كما تم سابقا نقل قاضي الإخوان البشير العكرمي إلى المستشفى بعد إصابته بنوبة عصبية وظاهرة بالجنون .
وقالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي يقبع حاليا في المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية عقب ساعات من اعتقاله أمس الاثنين، خوفا من المحاسبة .
وأكدت ذات المصادر أن الغنوشي يعاني من مرض "باركينسون" ما يعرف بمرض الشلل الرعاش.
و في فبراير/شباط الماضي، أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد أن البعض يبحث عن أحكام للهروب من المساءلة والمحاسبة، كمن ادّعى المرض وتظاهر بالجنون حين طالته يد القضاء.
ومساء الإثنين، أوقفت قوات الأمن التونسية راشد الغنوشي بعد مداهمة منزله وتفتيشه، على خلفية التحريض والدعوة للفوضى والفتنة.كما أغلقت قوات الأمن التونسي مقار حركة النهضة الإخوانية بعد تفتيشها.
كما تقرر حظر الاجتماعات بمقرات حركة النهضة بالأراضي التونسية، استنادا إلى الفصل السابع من الأمر عدد 50 لسنة 1978 والمتعلق بتنظيم حالة الطوارئ.
كما تقرر حظر الاجتماعات بمقرات جبهة الخلاص الموالية للإخوان.
يذكر أن عددا من التونسيين توجهوا إلى مقر الحركة بمنطقة "مونبليزير" وسط العاصمة التونسية، للتعبير عن فرحتهم باعتقال الغنوشي ورددوا شعارات "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح"، ومطالبين بمحاسبة حركة النهضة عن الاغتيالات السياسية و ملف التسفير إلى سوريا و الأموال المنهوبة طيلة عشرية حكمها.
ويوم السبت، قال الغنوشي، في خطاب أمام أنصاره، إن "إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد".
وأضاف أن "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".
وهذه التصريحات ليس بالغريبة على عراب الإرهاب في تونس والمتورط في قضايا الاغتيالات السياسية منذ عام 2011، حسب العديد من المراقبين، وهو تصريح يأتي في سياق تآكل حركة النهضة التي طالما تقاطع وجودها السياسي بالعنف منذ نشأتها أواسط سبعينيات القرن الماضي.
وجاءت تهديدات الغنوشي خلال اجتماع حزبي لرئيس حركة النهضة وفي سياق يواجه فيه تتبعات قضائية لتورطه في مجموعة قضايا منها اغتيال كل من القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 واغتيال النائب الأسبق في البرلمان التونسي محمد البراهمي في شهر يوليو/تموز من العام ذاته.