تونس تتأهب لتوافد اليهود على جربة.. 7 آلاف زائر في "الخرجة"
تنطلق الإثنين المقبل، التظاهرة الرسمية للزيارة السنوية للمعبد اليهودي "الغريبة" بجزيرة جربة جنوب شرقي تونس، بحضور 7000 زائر.
وانطلقت الزيارة السنوية لمعبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة يوم 4 مايو/ أيار وتستمر حتى التاسع من نفس الشهر على أن تنتظم الزيارة الرسمية أو ما يسمى بـ"الخرجة "وهي إحدى أهم فعاليات الاحتفال بهذه التظاهرة الدينية، يومي 8 و9 مايو/ أيار.
ويقع معبد "الغريبة" في قرية صغيرة بجزيرة جربة، سكنها اليهود في الماضي، وتسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، ويقطنها قرابة 1300 يهودي تونسي.
ويحظى هذا المعبد بأهمية كبيرة بالنسبة لليهود باعتباره يحتوي على أقدم نسخة للتوراة.
وبني هذا المعبد على أجزاء من الهيكل الأول في القدس، ويعتقد أن هذه الأجزاء جلبها النازحون اليهود معهم إلى تونس بعد تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد، وفق الرواية اليهودية.
ويزور اليهود من مختلف دول العالم معبد "الغريبة" بالجزيرة، الذي يعتبر الأقدم في أفريقيا، ويعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام.
وتعود تسمية المعبد بـ"الغريبة" وهي امرأة يهوديةً قدمت إلى المنطقة واستقر بها الحال في جربة، وأسست كنيس الغريبة، وسمي "الغريبة" نسبة إلى هذه المرأة حيث كانت غريبة على المكان وأهله.
ويتوافد اليهود إلى هذا المزار سنويا من مناطق شتى من العالم في شهر مايو/ أيار كل عام من اليوم الـ33 من تقويم الفصح اليهودي، فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسا متنوعة.
وبالتزامن مع ذلك، تشهد جزيرة جربة إجراءات أمنية دقيقة، شملت مداخل الجزيرة من جهة الطريق الرومانية والعبارات (سفن تربط الجزيرة بمحافظة مدنين)، حيث يخضع كل الوافدين على الجزيرة عبر هذه المداخل إلى عمليات تفتيش دقيقة.
كما تم تركيز عدة نقاط أمنية بكامل الجزيرة، إضافة إلى القيام بحملات أمنية وعمليات تمشيط وتركيز حواجز أمنية ومراقبة المنشآت السياحية.
فيما تمركزت بمعبد الغريبة وبمحيطه الخارجي عدة وحدات أمنية وسيارات الحماية المدنية والصحة.
وقام وزير الداخلية التونسية كمال الفقي، السبت، بزيارة ميدانية إلى جزيرة جربة للاطلاع على جاهزية الوحدات الأمنية بمناسبة الزيارة السنوية لمعبد الغريبة.
وأكد الوزير أن القوات الأمنية في مرتبة عالية ومتقدمة لتأمين التظاهرة، موضحا أن تونس هي أرض للتعايش والسلام والوئام.
وأكد أن الزيارة السنوية لمعبد الغريبة في جربة، هي مصدر شعور بالفخر، باعتبار أن تأمينها هو محط أنظار كل التونسيين واليهود حول العالم.
وأضاف الوزير أن هذه التظاهرة هي مدخل للموسم السياحي في تونس وهي مناسبة لليهود في تونس والعالم، معبرا عن أمله في أن تكون آمنة وبادرة خير على التونسيين، حسب تعبيره.
ورحب وزير الداخلية بزوار المعبد قائلا: "مرحبا بهم في تونس ومرحبا بالسلام في تونس".
زيارة استثنائية
من جهة أخرى، قال رئيس هيئة تنظيم الزيارة بيريز الطرابلسي إن أغلب الزوار القادمين من خارج حدود الوطن ومن خارج جزيرة جربة، سيحلون بالجزيرة يوم الأحد، ليمارسوا يومي الإثنين والثلاثاء طقوس إحياء هذه الزيارة السنوية.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن زيارة هذا العام متميزة سواء من حيث الاستعدادات التي انطلقت مبكرا أو من خلال عدد الزوار المنتظر حلولهم من مختلف دول العالم، لافتا إلى حضور عدة شخصيات وطنية وأجنبية ودبلوماسية.
ودعا بيريز الذي يرأس هيئة تنظيم زيارة الغريبة منذ سنة 1990 زوار الغريبة إلى “القدوم للمشاركة في هذه الزيارة”، مشيرا إلى الظروف المميزة التى تجرى فيها هذه السنة من نواحي التنظيم والاستعدادات والأمن.
من جانبه، أكّد المسؤول المحلي للسياحة بمحافظة مدنين هشام المحواشي أن نسبة الحجوزات بالوحدات الفندقية بجربة بلغت 100 بالمائة، لافتا إلى أنّ الزيارة هذا الموسم استثنائية.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن استعدادات القطاع انطلقت منذ ما يزيد على شهرين من خلال إعداد برنامج تفقد بالتنسيق مع الجهات المعنية شمل منظومة التأمين الذاتي داخل النزل ومحيطها المباشر واحترام قواعد حفظ الصحة وجودة الخدمات.
وأفاد بتنظيم برنامج رحلات سياحية مجانية لفائدة نحو 56 صحفيا تمت دعوتهم لمواكبة زيارة الغريبة واكتشاف مقومات المنتوج السياحي والمخزون الثقافي بجربة وجرجيس وبمنطقة الظاهر كوجهة سياحية جديدة والترويج للموسم السياحي الذي سيكون واعدا، حسب قوله.