الشتاء الماضي.. جرس إنذار لحالة جفاف عام في تونس
مرت تونس بفصل شتاء يُعد الخامس الأكثر دفئا على البلاد منذ سنة 1950؛ حيث اتسم بكونه شبه جافًا.
وقد سجلت تونس تراجعًا كبيرًا في تساقطات الأمطار وشح في الموارد المائية، ما أثر بشكل مباشر على الزراعة.
وكشف المعهد الوطني للرصد الجوي(حكومية) في نشرته المناخية لفصل الشتاء 2022- 2023، ان بداية فصل الشتاء 2022-2023 اتسم بارتفاع نسبي في درجات الحرارة، وقد تجاوزت المعدلات المرجعية ما بين 1 يناير/كانون الثاني و 18 فبراير/شباط 2023.
وأضاف المعهد أن تونس شهدت انخفاضا لدرجات الحرارة بعد ذلك ما دون المعدلات المرجعية لمدة 20 يوما، وارتفعت الحرارة بعدها وتجاوزت المعدلات في نهاية موسم الشتاء. وقد فاقت درجات الحرارة المعدلات المرجعية بكل المحطات البالغ عددها 27 محطة.
ويعدّ شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، حارًا جدًا بل الأكثر حرارة مقارنة بأشهر ديسمبر السابقة بفارق 3.4 درجة مما اثر على المعدل العام لدرجات الحرارة لشتاء 2022 -2023.
وبلغ المجموع الموسمي للامطار المسجلة بالمحطات الرئيسية، 1553 مليمترا بنسبة 50 بالمائة من المجموع الموسمي المرجعي لنفس المحطات البالغ 3109 ملتيمترا. علما وان شهر ديسمبر 2022، يعد الاكثر جفافا علما في حين سجلت محطات الرياح هبوب رياح عامة ضعفية الى معتدلة.
وقد دعت الخبيرة في الموارد المائية والتغيرات المناخية، روضة القفراج، إلى الإعلان الرسمي لحالة الجفاف ككارثة طبيعية تعيشها تونس، مشددة على وجوب وضع خطة وطنية عاجلة لإدارة الأزمة المائية الحالية.
كما طالبت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" الحكومة بتوجيه استدعاء طارئ للمجلس الوطني للمياه (حكومي) وانفتاحه على الكفاءات الوطنية والمجتمع المدني، داعية، إلى انعقاد مجلس الأمن القومي باعتبار أن الماء مسألة أمن قومي.
وشددت قفراج على ضرورة الحد من ضياع المياه في المنازل والمؤسسات والنزل وإصلاح دافق المياه بالمراحيض، الذي يستهلك ما بين 50 و60 % من الاستعمال المنزلي للماء بالإضافة إلى تسجيل ضياع مياه بنسبة 40 بالمائة بالمنشآت المائية في المناطق السقوية.
يُذكر، أيضا، أن منسوب المياه في السدود، يشهد نقصا كبيرا حيث بلغت نسبة تعبئة السدود الكبرى نحو 30 %.
كما شهدت الطبقات الجوفية نقصا في مواردها بنسبة 66،1 بالمائة في سنة 2016 و 58،6 % في 2017 و41،3 % سنة 2022، الأمر الذي يعمق مشكلة الاستغلال المفرط للطبقات الجوفية وازدياد الآبار العشوائية غير القانونية (حوالي 22 ألف بئر سنة 2020).
ونهاية مارس/آذار الماضي، أعلنت وزارة الفلاحة التونسية ولأول مرة، تقسيط توزيع الماء الصالح للشرب حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وبدأ قطع الماء ليلا في العديد من أحياء تونس العاصمة منذ نهاية مارس / آذار الماضي، ضمن نظام لجدولة توزيع المياه على مختلف إنشاء البلاد، ولتوفير الاستهلاك.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز