إخوان تونس وافتعال الأزمات.. «أبواق مأجورة» على طريق الانتخابات
في كل مرة يضيق فيها الخناق عليهم يلجأون إلى افتعال الأزمات في محاولة لبث الفوضى وتشويه مسار إصلاحي يدركون جيدا أن لا مكان لهم فيه.
هكذا هم إخوان تونس، التنظيم الذي لفظه الشعب وأطاح به من سدة الحكم، ومع ذلك لا يزال يخطط للعودة لاستكمال أجندته الخبثية وبث سمومه.
- «مؤامرة» قطع المياه؟ رئيس تونس يتهم الإخوان
- رئيس هيئة انتخابات تونس يجهض ادعاءات الإخوان: المرشحون لـ«الرئاسيات» متساوون
مخططات سبق أن تطرق إليها الرئيس التونسي قيس سعيد، وحذر منها في أكثر من مرة، أحدثها -والتي تعتبر الثانية في أسبوع، جاءت خلال لقاء سابق بوزير الداخلية.
وخلال اللقاء، حذر سعيد من وجود لوبيات تعمل على التأثير في الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لفرض احترام القانون خاصة في هذه الفترة التي تشهد محاولات مفضوحة لتأجيج الأوضاع الاجتماعية بشتى الطرق.
واليوم الثلاثاء، تحدث سعيد عن وجود «مركز عمليات إجرامي» يقوم بقطع المياه عن المواطنين من مكان إلى آخر في مختلف المناطق.
وجاءت تصريحاته خلال معاينته لعدد من السدود للوقوف على الأسباب المؤدية إلى انقطاع المياه الصالحة للشراب والري في كل من محافظات جندوبة والقيروان والمنستير ومنطقة قرمبالية.
وقال سعيد إن «نسبة التعبئة بالسدود ليست كارثية مثلما يتم الترويج لذلك من قبل الأبواق المسعورة والمأجورة من الداخل والخارج».
وشدد على أنه «لم يأمر أبدا بقطع المياه مثلما يزعمون، وكل مسؤول داخل الإدارة لا يلتزم الحياد فلا مكان له داخل الإدارة».
وأكد أن «الماء موجود وبالدليل لكن كيف يشكو التونسي من العطش، لا مجال للتسامح مع من ينكل بالمواطن».
أزمات مفتعلة
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن تنظيم إخوان تونس يستغل الأوضاع التي تعيشها البلاد من أجل إفشال المسار الانتخابي.
ويقول عبد المجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي التونسي، إن من يقف وراء الأزمات المفتعلة في تونس عدد من الشخصيات المورطة في قضايا فساد داخل البلاد التابعة لحركة النهضة الإخوانية.
ويضيف العدواني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «الموظفين الذين تم تعيينهم منذ وصول الإخوان للحكم سنة 2011 مازالوا في مناصبهم وهم من يعطلون أي مشروع وبيدهم الحل والربط».
وبحسب الخبير، فإن «الإخوان يستغلون جماعتهم الموجودة ببعض المناصب الحكومية لإحداث أزمات تتعلق بقطع الماء والكهرباء ونقص المعروض من السلع المدعومة حكومياً لإثارة غضب الشارع التونسي».
وشدد على أنه «رغم تطهير وزارة الداخلية من جهاز الأمن الموازي للإخوان، إلا أن المؤسسات الحكومية الأخرى والوزارات لا تزال تعج بهم».
كما أشار إلى أن عملية مراجعة التعيينات في الوظائف الحكومية التي انطلقت منذ سبتمبر/ أيلول الماضي بأمر من الرئيس لتطهير المؤسسات من الإخوان لم تنته بعد.
وعزا ذلك لـ«ما قامت به النهضة من إغراق لهذه المؤسسات بأنصارها الذين زرعتهم في كل مفاصل الدولة لأنها كانت تعرف أن زمن حكمها لن يدوم ويمكن أن تحتاجهم يوما ما لتنفيذ مخططاتها التدميرية».
صناعة الفوضى
العدواني يعتبر أيضا أن الإخوان يستغلون رجال الأعمال المتحالفين معهم من أجل خلق أزمة اقتصادية واجتماعية، بهدف حشد الشارع للتظاهر وصناعة الفوضى.
ولفت إلى أن «ما تقوم به الحركة الإخوانية يتسارع خاصة خلال الفترة الانتخابية التي تسعى لإفشالها لأنه ليس في مصلحتها عودة سعيد للحكم لولاية ثانية».
وتابع أن «حركة النهضة تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجل الإطاحة بحكم قيس سعيد لتأمين العودة للحكم والإفراج عن رئيسها راشد الغنوشي وقياداتها».
كما أنها تحاول «التموقع وتأمل بأنه في صورة تشويه صورة سعيد لدى الشعب التونسي وصعود شخصية مقربة منها فسيمكنها أن تنفذ مخططاتها».
وأشار إلى أن «النهضة فشلت في تحريك الشارع ما جعلها تبحث عن أساليب ملتوية لإعادة التموقع لتعلن حينها أنها البديل ويمكنها إصلاح الأوضاع».
لا شيء غير السلطة
من جهة أخرى، قال البرلماني التونسي محمد علي إن هاجس ومعركة «جبهة الخلاص» الإخوانية هو استرجاع الحكم عبر الانتخابات الرئاسية.
واعتبر علي، في حديثه لـ«العين الإخبارية»، أن ما تقدم «يفسر مقاطعتها للانتخابات التشريعية أو انتخابات المجالس المحلية أو الجهات والأقاليم».
وأوضح أن جبهة الخلاص تعتبر أن الوسيلة لإعادة التموقع والتحكم في المفصل الأساسي للحكم و كذلك إدارة الشأن العام هو رئاسة الدولة، وهو ما يفسر المراجعات في علاقة بالانتخابات الرئاسية سواء كان عبر ترشيح شخصية من داخل الجبهة أو من خارجها.
وتشهد العديد من المناطق التونسية تكرار انقطاع الماء الصالح للشرب والذي يتواصل لأيام في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى سلسلة من الاحتجاجات.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز