«قربص».. جوهرة السياحة العلاجية في تونس
تعتبر "قُرْبُص" جوهرة العلاج الاستشفائي في تونس، حيث تتميز بعيونها المائية الاستشفائية التي تتميز بمياهها الطبيعية الساخنة.
وتعتبر هذه المنطقة من أهم المقاصد السياحية في تونس، حيث يزورها الكثير من التونسيين والأجانب على حد سواء للاستمتاع بمياهها الطبيعية الساخنة والاستفادة من فوائدها العلاجية.
تقع مدينة "قُرْبُص" في محافظة نابل، شمال شرقي تونس، على بعد 60 كم من العاصمة تونس. تتميز هذه المدينة الصغيرة بوجود عدة محطات للاستشفاء بالمياه المعدنية، حيث تجمع بين الطابع التقليدي والعصري.
تحتوي هذه المحطات على مرافق تقليدية تعتمد على المياه المعدنية الطبيعية، بالإضافة إلى مرافق عصرية مجهزة بأحدث التكنولوجيا لاستقبال السياح والاستشفاء بالمياه المعدنية.
تحظى تونس بمكانة رفيعة كوجهة سياحية استشفائية، حيث تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد فرنسا. وتعتمد تونس في جذب السياح على خدماتها الاستشفائية المتقدمة والمتنوعة، التي تتميز بمستوى جيد يلبي احتياجات مختلف الزوار.
تعد تونس وجهة مفضلة للسياح القادمين من مختلف الدول، خاصة تلك الواقعة في أفريقيا وأوروبا. يعود هذا إلى الجودة العالية للخدمات الاستشفائية التي تقدمها تونس، بالإضافة إلى التنوع الكبير في الخدمات والمرافق التي تتوفر فيها. هذا ما يجعل تونس وجهة استشفائية محببة للكثير من السياح، الذين يعودون إليها أكثر من مرة على مدار السنة.
تتميز مدينة قربص بوجود عدد كبير من عيون المياه المعدنية، التي تنبع من جبالها وتتميز بغنى الأملاح المعدنية والكبريت. هذه المياه المعدنية تستغل في علاج عدد كبير من الأمراض، وتوصي بها العديد من الهيئات الطبية.
تعتبر المياه المعدنية في قربص من أهم الموارد الطبيعية في المنطقة، حيث تتميز بقدرتها على علاج العديد من الأمراض، مثل الأمراض الجلدية والروماتيزمية والأمراض الهضمية. هذا ما يجعل من قربص وجهة مفضلة للسياح الذين يبحثون عن علاجات طبيعية ومعدنية.
تتميز مدينة قربص بعدد كبير من العيون المائية المعدنية، التي تحمل أسماء تعكس قيمتها العلاجية والطبيعية. بعض من هذه العيون تشمل:
- عين الصبية
- عين الكبيرة
- عين الشفاء
- عين كناسيرة
- عين اقطر
- عين العتروس
تعتبر "عين العتروس" واحدة من أهم عيون المياه المعدنية الطبيعية في قربص، حيث تتدفق بدرجة حرارة تقارب 70 درجة مئوية وتصب في البحر. هذه العيون المعدنية تعتبر مصدرًا هامًا للعلاجات الطبيعية والمعدنية، وتجذب العديد من السياح والزوار الذين يبحثون عن علاجات بديلة وتجارب طبيعية فريدة.
تتيح عيون المياه المعدنية الساخنة في قربص للزوار فرصة فريدة للسباحة في البحر حتى في فصل الشتاء. ذلك لأن الجزء من البحر الذي تصب فيه العيون الساخنة يصبح دافئًا، حتى في الأيام الأكثر برودة في السنة.
يُعتقد أن مياه هذه العيون الجبلية تنبع من قلب بركان خامد مليء بالمعادن في باطن الأرض. هذا ما يفسر ارتفاع درجة حرارة مياه هذه العيون، والتي تصل إلى 70 درجة مئوية. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يجعل من الممكن السباحة في البحر حتى في فصل الشتاء، مما يوفر تجربة فريدة وممتعة للزوار.
تتميز الينابيع الطبيعية في قربص بوجود مياه كلورية صودية غنية بالكبريت والكالسيوم، بالإضافة إلى وجود عناصر كيميائية طبيعية أخرى مثل:
- المعنسيوم
- الصوديوم
- البيكربونات
- البوتاسيوم
- الفلوريدات
هذه المكونات الكيميائية الطبيعية تجعل من مياه الينابيع الطبيعية في قربص غنية بخصائص علاجية كثيرة، خاصة في علاج الأمراض المزمنة لدى الكهول والشيوخ. بعض من هذه الأمراض تشمل:
- الأمراض الجلدية
- الأمراض الروماتيزمية
- الأمراض الهضمية
- الأمراض العضلية والعظام
تعتبر مياه الينابيع الطبيعية في قربص خيارًا علاجيًا طبيعيًا ومفيدًا للعديد من الأمراض، خاصة تلك التي تطلب علاجات طويلة الأمد.
تعود أصول تسمية قربص إلى العهد الروماني، حيث يُعتقد أن الاسم مشتق من الكلمة الرومانية "كاربيس" (Carbis). هذه الكلمة كانت تطلق على الأعمدة التاريخية التي توجد في المنطقة.
مع مرور الوقت، تطور الاسم إلى "قربص"، وهو الاسم الذي يستخدم حاليًا للإشارة إلى هذه المدينة التونسية. هذا الاسم يعكس التراث التاريخي الغني للمنطقة، ويؤكد على أهمية قربص كوجهة سياحية وثقافية.
أكد عبد الرزاق القلعي، الناشط بالمجتمع المدني في مدينة قربص، على أهمية قربص كوجهة سياحية علاجية، مشيرًا إلى أن المدينة تتمتع بوحدات استشفائية متطورة تضم كفاءات طبية عالية المستوى.
كما أشار القلعي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مياه قربص الحرارية تعتبر أحد أهم عوامل الجذب للسياح، حيث تقدم فرصًا علاجية فريدة وممتعة. هذه المياه الحرارية تتميز بقدرتها على علاج العديد من الأمراض، مما يجعل من قربص وجهة مفضلة للسياحة العلاجية.
أكد عبد الرزاق القلعي على أن محطات قربص الاستشفائية تتميز بتقديم خدمات علاجية متنوعة بالمياه المعدنية، مثل التدليك والعلاج بالطين والماء المضغوط. هذه الخدمات تتميز بفعاليتها في علاج العديد من الأمراض، وتعتبر خيارًا مفيدًا للمريض.
كما أشار القلعي إلى أن محطات قربص الاستشفائية تقدم خدماتها العلاجية ليس فقط للسياح، بل أيضًا للمنخرطين في الصناديق الاجتماعية التونسية. هذا يعكس التزام السلطات المحلية بتوفير خدمات صحية وعلاجية متاحة للجميع، خاصة الفئات الأقل حظًا.
أكد عبد الرزاق القلعي على أن قربص تتميز بكونها وجهة مثالية لمن يبحثون عن الاسترخاء والنقاهة، حيث يمكنهم التخلص من التعب والضغط النفسي من خلال الحمامات المعدنية.
وأشار القلعي إلى أن أسعار الخدمات في قربص تتميز بكونها منخفضة للغاية مقارنة بالمراكز العلاجية بمياه البحر في المدن السياحية المشهورة. حيث لا يتجاوز سعر الحصة الواحدة في الحمامات المعدنية 3 دولارات، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة استشفائية فريدة وبأسعار معقولة.
استطاع قطاع السياحة الطبية والعلاجية في تونس تحقيق إيرادات مالية كبيرة، حيث تجاوزت عائداته السنوية 2 مليار دينار (660 مليون دولار) في نهاية عام 2021، وذلك بفضل زيارة أكثر من 550 ألف سائح للوحدات السياحية الطبية في تونس، وفقًا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن الديوان الوطني للسياحة في تونس.
تعتبر تونس وجهة سياحية علاجية مهمة، حيث تضم عددًا كبيرًا من المراكز والمنشآت الخاصة بالسياحة العلاجية. تشمل هذه المنشآت:
- أكثر من 50 مركزًا للعلاج بالمياه الطبيعية
- أكثر من 60 مركزًا للمعالجة بمياه البحر
- قرابة 100 مصحة توفر خدمات السياحة العلاجية
هذه المنشآت توفر مجموعة واسعة من الخدمات العلاجية، مثل العلاج بالمياه المعدنية، والعلاج بالطين، والعلاج بالمياه البحرية، وغيرها. مما يجعل تونس وجهة مفضلة للسياح الذين يبحثون عن تجارب علاجية فريدة وممتعة.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjkg جزيرة ام اند امز