تونس تحدد موعد فتح "تربة الباي".. معالم تاريخية تروي قصص الأجداد
تسعى تونس إلى إعادة إحياة وترميم المعالم التاريخية التي تروي قصص الأجداد وتحويلها إلى مزارات سياحية.
ويأتي ذلك في إطار تطوير السياحة الثقافية وأبرزها المعالم التاريخية الواقعة بالمدينة العتيقة ولعل أبرزها "تربة الباي" التي تم الانتهاء من عملية ترميمه مؤخرا.
ودعت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط الى الإسراع بإعادة فتح المعلم التاريخي تربة الباي بالمدينة العتيقة وسط العاصمة تونس في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وجاء ذلك خلال زيارة أدّتها الاثنين الوزيرة إلى هذا المعلم لمعاينة وضعيته الحالية بعد انتهاء مصالح المعهد الوطني للتراث من أشغال صيانته.
كما أكدت أهمية السعي إلى وضع معلم تربة الباي ضمن مسلك ثقافي سياحي يربط عددا من المعالم الأخرى بالمدينة العتيقة.
كما دعت إلى ضرورة تكاتف كلّ المجهودات، من إدارة مركزية والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وبلدية المكان وكلّ المتدخّلين في هذا الشأن، لإعادة فتح هذا المعلم المتميّز معماريا وتاريخيا للعموم في مدة لا تتجاوز شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل ووضع برنامج وظيفي محدّد من شأنه أن يساهم في تثمينه وتحسينه وتوظيفه بالطريقة المثلى.
ومعلم "تربة الباي" هو ضريح ملكيّ للبايات الحسينيين، بمدينة تونس العتيقة، بُني في عهد علي باي الثاني (1759 إلى 1782) رابع بايات تونس، وتمّ ترميمه قبل هذا العام بين سنتي 1964 و1968.
ويعد المعلم أحد أهم معالم مدينة تونس العتيقة، ويفضي إلى شارع باب جديد، وتوجد به تربة البايات الحسينيين. ومن أهم معالمه أيضا الدار التي ولد فيها العلامة ابن خلدون، وكذلك مسجد القبة ويعود إلى القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر ميلادي، ودرس فيه ابن خلدون خلال صباه.
وتتزين الواجهات الخارجية بالجص المستصفر وأعمدة إيطالية، أما القباب التي تعلو الشرفة فإنها تتتالى وتتعدد بتعدد الغرف التي يحتويها هذا المعلم. ويعود هذا التشعب والتعدد في القاعات إلى الأعمال التوسعية التي تنجز على حساب المنازل المجاورة للتربة كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
تحتوي هذه التربة إلى جانب أضرحة العائلة الحاكمة على قبور وزرائها وخدمها الأوفياء.
ولما كان لأولياء العهد شغف كبير بكل من يشهد له بالبأس والقوة فقد خصصت لهم في هذه التربة الباحة (الساحة) أو قاعات أخرى خاصة.
لكن أهم ما يجلب الانتباه بين كل غرف هذا المعلم غرفتان تتميزان بخاصيات فريدة، إذ تحتوي الأولى على قبور الحكام وأولياء العهد وهي كلها قبور مبلطة بالرخام الإيطالي الملون. أما القاعة الثانية فتغطيها قبة كبيرة بيضاوية الشكل.
وتغطى القبور المنحوتة في الأرض بصناديق رخامية غنية بالنقوش تعلوها أعمدة رخامية موشورية مبلطة تحمل بالنسبة لقبور الرجال شكل عمامة أو طربوش من الحجارة المنحوتة، أما قبور النساء فتحمل من جهة الرأس صفيحتان على كل واحدة منها كتابة منقوشة.
ويلاحظ الداخل إلى فناء تربة الباي (وسط الدار) وجود عدة قبور رخاميّة كتبت عليها ألقاب مثل “كاهية” و”بيرم” و”المملوك” وغيرها..