لوموند تحذر الفخفاخ: الإخوان حجر عثرة أمام الحكومة التونسية
تشكيل الحكومة التونسية سيواجه عدة تحديات تعقد من مهمته أبرزها وجود أطياف سياسية مختلفة لا تمتلك رؤية موحدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية
حذرت صحيفة لوموند الفرنسية، رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ، من أن حزب النهضة الإخواني المشارك في حكومته الجديدة بات حجر عثرة في طريقه.
وبعد نحو 4 أشهر ونصف الشهر من الارتباك، أصبحت هناك حكومة تونسية، بعدما منح البرلمان الثقة لحكومة الفخفاخ الخميس الماضي.
وحصل فريق من نحو 30 وزيرا بقيادة الفخفاخ، وهو ديمقراطي اجتماعي، على ثقة مجلس النواب، بواقع 129 صوتاً مقابل 77 معارضاً للحكومة الجديدة.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن التشكيل الحالي للحكومة التونسية سيواجه عدة تحديات تعقد من مهمته، لعل أبرزها وجود أطياف سياسية مختلفة لا تمتلك رؤية موحدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية بالبلاد، كما سيواجه حزب النهضة الذي فشل في تشكيل حكومة ائتلافية وسيكون بمثابة شوكة في طريق الفخفاخ.
ورأت "لوموند" أنه في ضوء المفاوضات بين الأطراف التي سبقت عملية منح الثقة، لم يكن حصول الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان أمراً مفاجئاً، لكنها نبهت إلى شكوك حول استمرار هذا التحالف بين النهضة ومجموعتين أخريين أكثر رسوخا لليسار، والتيار الديمقراطي والحركة الشعبية.
ورغم مشاركة الإخوان في تحالف الفخفاخ ستكون الحركة نفسها هي العائق الأول أمام تسيير الوزارة أعمالها؛ إذ لا يزال حزب النهضة صاحب الأغلبية البرلمانية (54 نائباً من أصل 2017) غير قادر على لعب دور محوري على الساحة السياسية في تونس، بحسب الصحيفة.
واستندت إلى فشل حزب النهضة الإخواني في الحصول على تأييد لتثبيت مرشحه حبيب الجملي، على رأس الحكومة التونسية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، ما دفع الرئيس قيس سعيد إلى الانخراط بشكل أكبر في عملية تشكيل الحكومة، ما ينذر بإمكانية محاولة الإخوان عرقلة مهام الحكومة الجديدة لإثبات فشلها.
والفخفاخ (47 عاماً)، المدير التنفيذي السابق بشركة توتال والرئيس الثامن للحكومة في تونس منذ عام 2011، سرد خلال كلمته أمام البرلمان التحديات التي تنتظره، أبرزها الجريمة والبطالة والديون والجفاف، حيث نبه إلى صعوبة التعامل مع الأطياف السياسية غير المتسقة وعدها العائق الأكبر الذي يواجهه حالياً.
وأمام هذا الواقع، على الفخفاخ التعامل مع فريق من السياسيين وموظفي الخدمة المدنية والناشطين المختلفين في التوجهات، إذ إنهم جميعاً غير متسقين سياسياً أو أيديولوجياً، ما دفع "لوموند" للتساؤل: كيف يمكن التوفيق بين وزير التجارة من حزب يدعو إلى السيادة والوحدة العربية، وآخر ليبرالي مسؤول عن التعاون الدولي؟
والتحدي الثاني هو النواب الإخوان بالبرلمان؛ إذ أوضحت الصحيفة أنه رغم تصويتهم لحكومة الفخفاخ فإنهم لم يتوقفوا عن انتقاد تشكيلها، حيث أصروا على منح حزب قلب تونس موقعاً فيها رغم ترؤس قطب الإعلام نبيل القروي له، وهو صاحب الكتلة الثالثة بالمجلس، وهو منافس الرئيس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وظل الفخفاخ متمسكاً برفض انضمام قلب تونس للحكومة، لأن الحزب "واجهة لمجموعة من أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي والإعلامي"، كما كان الإخوان من أشد المعارضين لقلب تونس خلال الانتخابات الرئاسية، ما يكشف ازدواجيتها، وفقاً للصحيفة الفرنسية.
ويأتي التحدي الثالث متمثلا في الدعم الإخواني المفاجئ لحزب "قلب تونس" بهدف محاولة كسب أرضية مشتركة لمواجهة الرئيس التونسي قيس سعيد.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن التوترات بين الرئاسة التونسية وحزب النهضة تزيد من صعوبات الحكومة الجديدة.
أما على صعيد الإخوان أنفسهم، أشارت "لوموند" إلى مواجهة حركة النهضة احتمالا صعبا لخلافة مؤسسها ورئيسها التاريخي راشد الغنوشي (78 عاما)، الذي لن يكون قادرا على الترشح لقيادتها.
ومن المقرر عقد مؤتمر لحزب النهضة في مايو/أيار المقبل، لكن الصحيفة أكدت عدم وجود استعدادات لها حتى الآن، مضيفة: "الحزب يتعرض لموجة انشقاقات هي الأسوأ بعد استقالة أمينه العام زياد الأزهري، والمديرين التنفيذيين الشباب، ما يشير إلى حدوث نزيف داخلي".
ولا يمكن إغفال تصريحات الناطق باسم حزب التيار الديمقراطي محمد العربي الجلاصي، التي أكد فيها أن "الغالبية العظمى من الوزراء يغامرون بمستقبلهم السياسي وعليهم أن يثبتوا أنفسهم بسرعة".
واختتمت "لوموند" تقريرها بالتأكيد على أن رئيس الحكومة التونسية الجديد سيدفع ثمن هذا المشهد السياسي الغامض المشوش بين سعي النهضة للانقضاض على الحكم وأعضاء آخرين بالحكومة يوجهون إعلامهم ضد الفخفاخ.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز