التونسيون يستعدون لمرحلة «البناء والتشييد» وسط دعوات للتهدئة السياسية
فترة رئاسية ثانية يدخلها الرئيس التونسي قيس سعيد تحت شعار "البناء والتشييد".
فسعيد الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري خاض خلال فترته الرئاسية الأولى عدة معارك ضد فساد وإرهاب تنظيم الإخوان والمتآمرين على أمن الدولة والمحتكرين، وهو ما دفع التونسيين لاختياره لإكمال ما بدأه في مشروعه السياسي.
ولم يتحدد بعد موعد أداء الرئيس قيس سعيد اليمين الدستورية أمام البرلمان التونسي إيذانا ببدء فترته الرئاسية الثانية.
ويرى مراقبون أن الرئيس قيس سعيد يعمل على تحقيق تهدئة سياسية مع جميع أطياف المعارضة ما عدا الإخوان للتركيز على تنفيذ ما جاء في برنامجه الانتخابي، واستكمال ما بقي من مشروعات والاستجابة السريعة لمطالب الناخبين.
وقد دعا نوفل سعيد، مدير الحملة الانتخابية للرئيس التونسي قيس سعيد وشقيقه أيضا، إثر فوز سعيد بالرئاسية إلى تهدئة سياسية شاملة بعد نتائج الانتخابات وضرورة القطع مع التجاذبات و"وضع حد للمناكفات"، وفق تعبيره.
وقال الناشط والمحلل السياسي التونسي نبيل غواري إن البلاد لا بد أن تعود إلى التهدئة، داعيا الأطراف السياسية لاستعادة وعيها وتدرك أن لا وزن لها في الشارع، في إشارة إلى الإخوان.
وأضاف غواري لـ"العين الإخبارية" أنه "يجب التفرقة بين المعارضة الوطنية والمعارضة التي ترتبط بأجندات خارجية مثل جماعة الإخوان التي تستقوي بالخارج والتي تعمل على تأجيج الأوضاع في البلاد من أجل العودة للحكم".
وأكد ضرورة الاستمرار في مسار محاسبة كل من تآمر مع أطراف خارجية على أمن بلاده مثل حركة النهضة الإخوانية التي تعاقب حاليا على جرائم متعددة، لعل أبرزها الاغتيالات السياسية وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والفساد المالي وقتل الجنود.
وأشار إلى أن جميع خطابات الرئيس قيس سعيد بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية حملت تغييرا في حدة الخطاب، دون أن يتغير من حيث مضمونه السياسي القائم على ضرورة استكمال حرب التحرر الوطني والتي يقصد فيها التحرر من براثن الإخوان وتطهير البلاد من الفساد المتفشي خلال السنوات العشر الماضية (فترة حكم الإخوان)
موعد جلسة أداء اليمين
وعن موعد جلسة أداء اليمين الدستورية التي من المقرر أن يقدم فيها قيس سعيد خطابا لمواطنيه، قال البرلماني التونسي عبدالرزاق عويدات لـ"العين الإخبارية" إن "ترتيبات الجلسة المخصصة لأداء الرئيس اليمين الدستورية تم إعدادها وفي انتظار تحديد موعدها".
وأكد أن تحديد موعد الجلسة يجب أن يحدد في ظرف 15 يوما بعد الإعلان عن النتائج النهائية ما يعني ألا يتجاوز موعد الجلسة الأسبوع القادم.
وأضاف أن ترتيب أداء اليمين جاهزة وواضحة، ستكون بمقر البرلمان برئاسة رئيسه إبراهيم بودربالة وبحضور نواب المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية) حيث سيؤدي الرئيس المنتخب قيس سعيد اليمين الدستورية ويلقي خطابا.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي أفرزت فوز الرئيس قيس سعيّد بولاية ثانية من 5 سنوات، بعد حصوله على 90.69% ، في حين حصل رئيس «حركة الشعب» زهير المغزاوي على النسبة الأدنى 1.9% من بين المرشحين، بينما حصل رئيس «حركة عازمون» العياشي زمال القابع في السجن في قضايا انتخابية، على 7.35% من الأصوات.
ولم تتلق هيئة الانتخابات أي إعلام بالطعن ضد النتائج في الآجال القانونية، مما يعني القبول بالنتائج الأولية للانتخابات التي بلغت فيها نسبة المشاركة 28.8%.