"مطعم الكبارية".. تكافل اجتماعي يُنير رمضان تونس منذ 2011
تستقبل يوميا موائد الإفطار في تونس خلال شهر رمضان، الفقراء والمعوزين وعابري السبيل والمهاجرين لتناول وجبة الإفطار الجماعي.
ففي مشهد يتكرّر منذ 11 سنة خلال شهر رمضان في منطقة الكبارية ضواحي العاصمة التونسية بعد أن خصص التونسي "علي الهادفي" مطعمه ليكون قبلة الصائمين في رمضان من فقراء ومحتاجين، والطلبة الأفارقة المغتربين عن عائلاتهم.
وتعتبر موائد "الكبارية" من أوجه التكافل في شهر رمضان فالغاية منها أن لا يبقى أحدا دون إفطار في شهر الصّيام.
ففي منطقة الكبارية وتحديدا قبيل موعد آذان المغرب، تبدو حركة المقبلين من المحتاجين وعابري السبيل على أشدها الذين يتجهون نحو تلك الموائد المنتشرة بجانب بعضها ليجدوها مجهزة بما لذ وطاب من ماء معدني وتمر ولبن ومقبلات من شربة وسلطة وطبق رئيسي وغلال.
هذه الموائد مخصصة لـ 2000 مستفيد وتؤمن وجبتي الإفطار والسحور، ويقوم بتحضير هذه الأكلات طهاة متطوعون سخروا أنفسهم في سبيل إسعاد غيرهم.
ومنذ عام 2011، فتح علي الهادفي مطعمه الصغير للفقراء وعابري السبيل والذي يموّل من مبادرات خيرية وتبرعات.
ويقول لـ"العين الإخبارية" إن مطعمه لا يتلق مساعدات لا من الجمعيات أو الدولة، وإنما تتنوع الوجبة الرمضانية حسب ما يجود به الناس،
وأكد أن مصاريف العشاء يتكفل بها أهل الخير "فبعض المخابز تقدم لهم الخبز، فيما يقدم آخرون اللحوم والعصائر ليتم من خلالها طبخ ألذ المأكولات".
ويتوقع علي الهادفي، أن المطعم سيؤمن وجبات الإفطار والسحور لنحو 2000 مستفيد، مؤكداً أنّ "المهاجرين من كل الجنسيات هم جزء أساسي من خطة الإطعام".
وحب الخير والعطاء، لم يقتصر في تونس على تقديم وجبات فقط بل يتم توزيع "قفة رمضان" (حقيبة مصنوعة من سعف النخيل تتضمن مساعدات مادية أ من مواد غذائية (زيت، مكرونة، حليب ،سكر ،شاي ،قهوة ،علب طماطم)، لإدخال البهجة والسرور على قلوب الفقراء والمساكين والأيتام.
وتعتبر الكبارية، التي تبتعد حوالي خمسة كيلومترات عن العاصمة، من أقدم المدن التي تمثل أحزمة الفقر في الضواحي التونسية، فرغم كثافتها السكانية وضمها للعديد من الأحياء الكبرى إلا أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
يعود أصل تسميتها إلى شجيرة الكبار (الشلفح أو الأصف) التي كانت تنتشر بكثافة في المكان قبل بدء تعميره في سبعينيات القرن الماضي.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز