خطاب تدشين حملة سعيد الانتخابية.. وعود سخية وتعرية «للأبواق المأجورة»
دشن الرئيس التونسي قيس سعيد، حملته للانتخابات الرئاسية، بالتحذير من «الأبواق المأجورة» التي تستهدف عرقلة مسيرة التنمية.
وأصدر الرئيس التونسي، مساء الإثنين، بيانه الأول الخاص بالانتخابات الرئاسية، متعهدا بإصلاحات جديدة، ومحذرا الإخوان من أي محاولات للمس بأمن البلاد، في وقت يرى مراقبون أنه المرشح الأوفر حظاً في السباق الانتخابي، بفضل الإنجازات التي حققها خلال ولايته الأولى.
- من السجن إلى القصر.. «جغرافيا» انتخابات تونس أكثر إثارة من دعايتها
- رئاسيات تونس.. 3 مرشحين يركلون «كرة الدعاية» غدا
وانطلقت، السبت الماضي، حملة الدعاية للانتخابات الرئاسية التي ستجرى الشهر المقبل، ويتنافس خلالها 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي المنتهية ولايته قيس سعيد، ورئيس حركة عازمون، العياشي زمال الذي يقبع حاليا في السجن، ورئيس حركة الشعب زهير المغزاوي.
تحديات تطهير البلاد
وقال سعيد في بيانه الانتخابي، إن التحديات كثيرة والإصرار على تخطيها قوي، متعهدا بعدم التراجع عن رفع تحدي تطهير البلاد، وإزالة كل العقبات مهما كان حجمها ومرتكبوها.
وأضاف أنه من بين هذه التحديات، الحق في العمل بمقابل مجز وعادل، إلى جانب تحقيق الاستقرار في العمل، والكف عن الاتجار بالحقوق الطبيعية لكل إنسان في حياة كريمة.وشدد المرشح الرئاسي على أنه لن يتم القبول بأنصاف الحلول، وأنه سيقع التعويل في المقام الأول على الإمكانيات الذاتية.
إجراءات 25 يوليو
وعن إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاحت بحكم الإخوان، أوضح سعيّد أن الهاجس الأكبر من وراء اتخاذها كان الحفاظ على السلم داخل المجتمع.
ووصف تحركات الإخوان وحلفائهم، بالأبواق المسعورة المأجورة، قائلا "يتباكون على الحرية والديمقراطية، في حين أنهم يتظاهرون كل يوم تحت حماية الأمن، ومن المفارقات أن الذين كانوا يتبادلون التهم اجتمعوا في هذه المظاهرات نفسها، ويذرفون الدموع الكاذبة على الديمقراطية".
ودعا الشعب التونسي إلى الاختيار بكل حرية، من أجل مواصلة مسيرة النضال، والكفاح من أجل التحرير الكامل للوطن، وتحقيق مسيرة البناء والتشييد، وإرادة الشعب، على حد قوله في بيانه الانتخابي.
وأوضح سعيد أنه لن يتردد في إعادة المرافق العمومية المتعلقة بالصحة والتعليم والتنقل والضمان الاجتماعي وغيرها إلى سابق عهدها، بعد أن تم ضربها على مدى عقود.
واعتبر أنه آن الأوان لبناء الاقتصاد الوطني وإعادة بناء المؤسسات العمومية بعد تطهيرها، ووضع تشريعات جديدة تستعيد بواسطتها الدولة دورها الاجتماعي.
مواجهة تنظيم الإخوان
وحقق قيس سعيّد (66 عاما) الفوز في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في العام 2019، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة للأصوات بـ72,71%، فيما حصل منافسه نبيل القروي على 27,29% من إجمالي أصوات الناخبين.
ومنذ فوزه في هذه الانتخابات، دخل الرئيس التونسي في حرب ضروس ضد تنظيم الإخوان، بعد أن توصل لحقائق خطيرة وملموسة من قبل مجلس الأمن القومي لتورطهم في الإرهاب والاغتيالات والفساد المالي.
في الصدد، قال المحلل السياسي التونسي، عبد الرزاق الرايس، في حديث لـ«العين الإخبارية» إن الرئيس قيس سعيد، يحظى بقبول شعبي كبير من قبل التونسيين، مشيرا إلى أن مشروعه الإصلاحي يجب أن يستمر حتى يتسنى له تحقيق أهدافه كافة.
وتابع: "قيس سعيد عندما ترشح لانتخابات 2019، لم يقف وراءه حزب أو طرف سياسي، حيث أيده، ودعمه التونسيون لنظافة يده، ولابتعاده الكبير عن الأحزاب، وزهده في الحياة، وبعد فوزه بالدور الأول، اعتقد الإخوان أن هذا الرجل القادم من خارج السياسة، سيكون حصانهم الرابح للبقاء بالحكم، حيث دعموه في الدور الثاني بحشد أنصارهم".
وواصل الرايس" لكن حين وصل للرئاسة، تفطن قيس سعيد للكم الهائل من جرائم هذا التنظيم، وانطلق في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2021، في حرب شرسة ضدهم، وأزاحهم من الحكم بطريقة قانونية، وشرع في بناء جمهورية جديدة خالية من الفساد، إلا أنه تعرض لعقبات من هذه اللوبيات، التي تحركها أحزاب الإخوان، وحلفاؤهم والتي تضررت منذ انطلاق المسار الإصلاحي لقيس سعيّد".
صراع بين عهدين
وبدوره، شدد الناشط السياسي أحمد شفتر في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، على دعمه للمرشح قيس سعيد، متوقعا أنه سيحسم هذه الانتخابات من الجولة الأولى.
وأشار إلى أن بلاده تعيش صراعا، بين منظومتي حكم الأولى جديدة، يقودها قيس سعيد، والثانية تدعو للرجوع إلى عهد تنظيم الإخوان.
وأوضح شفتر أن حرب التحرير الوطني، التي يدعو إليها الرئيس التونسي تستهدف هذه الأحزاب، واللوبيات التي حالت دون أن تحقق تونس السيادة الوطنية".
aXA6IDM1LjE3My40OC4xOCA= جزيرة ام اند امز