السبسي: أخطأنا بالتحالف مع الإخوان ويجب مراجعة الدستور
الرئيس التونسي أبدى ضيقه من مواد في الدستور أطلقت يد الإخوان وكذلك الهيئات المستقلة التي تغولت على مؤسسات الدولة
"أخطأنا بإشراك حركة النهضة في الحكم" و"يجب إعادة النظر في النظام السياسي برمته".. تصريحات للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، تنذر بمواجهة قريبة بين إخوان تونس وبقية أطراف الحكم في البلاد.
ففي حوار له مع صحيفة "الصحافة" التونسية نشرته، الأربعاء، قال السبسي إن التحالف مع حركة النهضة، التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، في الحكم كان خطأ منذ بدايته.
وبرر ذلك بأن هذا التحالف فرضته نتائج الانتخابات التي لم تمكّن حزب نداء تونس (الذي أسسه السبسي) من الأغلبية، وقال إن "الأغلبية كانت ستمكننا من تشكيل الحكومة بمفردنا دون الحاجة إلى حركة النهضة".
وأضاف رئيس الدولة التونسية أن الوضع الدقيق حتّم الدخول في تحالف يكون حلاً للمشاكل المطروحة أو على الأقل لا يزيدها تعقيداً.
وتابع الرئيس التونسي أن حركة النهضة قبلت التحالف، وتوقع "نداء يونس" أن يجذبها هذا إلى خانة "المدنية"، مضيفا "لكن يبدو أننا أخطأنا التقييم".
وكانت حركة النهضة أعلنت في 2016 تحولها لحزب مدني، وهو ما أشاد به حينها السبسي، داعياً إياها لتشمل ذلك الجوهر الفكري لها أيضاً، ولكن يبدو أن التجربة أثبتت له أن التحول الحقيقي لم يتم وكان مجرد دعاية سياسية.
وأشار السبسى إلى أنه قبل القيام بهذه الخطوة بحث طويلاً عن أحزاب تشبه "نداء تونس" في تصوراتها ورؤيتها للدولة والمجتمع.
ولكنه وجد أن "الأحزاب التي تصنّف بالمدنية لم تكن تمتلك وعياً سياسياً بدقة المرحلة، والتقاط الفرصة من أجل سد الطريق أمام من كان يسعى على الدوام إلى شكل من أشكال الردة المجتمعية".
وفي إشارة إلى أن الدستور تحت بند الحريات احتوى على بعض البنود التي ساعدت حزب النهضة في أن يأخذ مكانه الحالي، قال إن "الدستور أرسى نظاماً تداخلت فيه الصلاحيات ليس فقط بين المؤسسات الدستورية ـ وهذا في حد ذاته أضحى عاملاً معطلاً لعمل هذه المؤسسات، ولكنه وبالخصوص وسّع دائرة هذا التداخل ليشمل بعض الهيئات المستقلة أو تلك التي تدعي ذلك، وهو الأمر الذي أسهم في ضعف هذه المؤسسات وتآكل الدولة بشكل أصبح يهدد وجودها واستمرارها".
واعتراضاً على وجود هيئات "مستقلة" لا تخضع لرقابة الدولة حتى تغولت، تساءل السبسي: "وهناك أسئلة لا بد أن تُطرح، ما معنى هيئات تعمل بدون أي رقابة، وتحت عنوان الاستقلالية هي تمارس صلاحيات مطلقة، تقرر ميزانياتها ورواتب العاملين فيها وأعضائها، ومعها تحولت الهيئات والمؤسسسات السيادية كمجلس نواب الشعب إلى مجرد أجهزة لتزكية قرارات هذه الهيئات.. إن هذا ضرب لمبدأ فصل السلطات وتعدٍ على الدولة وبدعة لا نجد لها مثيلاً خارج تونس".
وللخروج من هذا المأزق، رأى الرئيس التونسي أن الحل هو: "إعادة النظر في كل هذه الأشياء، بدءاً من طبيعة النظام السياسي الذي يسود الإجماع بأنه معطل وغير قابل للاستمرار، ومروراً بما في الدستور من نقائص كشفتها الممارسة، ووصولاً إلى هذه الهيئات (المستقلة) التي تهدد تماسك الدولة ووجودها".
وألمح السبسي إلى دور للتنظيمات الإرهابية في إثارة الاحتجاجات والإضرابات التي تضرب تونس من وقت لآخر، قائلاً: "نحن ندري من أين جاءت هذه الوصفات "الثورية" و"الثأرية" و"الحِقْدية"، فقد حملتها المشاريع السياسية المغالية في فكرها المتطرف يميناً ويساراً".
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA=
جزيرة ام اند امز