إضراب الغنوشي عن الطعام.. «مناورة» يائسة للفت الأنظار
كعادته يستغل زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي كل الفرص للفت الأنظار بعد أن تلاشى الكل من حوله منذ انطلاق مرحلة محاسبة هذا التنظيم.
فمن محبسه بسجن المرناقية غرب العاصمة التونسية أعلن الغنوشي الإضراب عن الطعام اعتبارا من اليوم الإثنين، بحسب ما أعلنت عنه حركة النهضة في بيان.
ووفق البيان ذاته، فإن إضراب الغنوشي عن الطعام، يأتي تضامنا مع 6 أعضاء من "جبهة الخلاص" الموالية للإخوان، الذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ يوم الإثنين الماضي للمطالبة بإطلاق سراحهم في قضية التآمر على أمن الدولة التي كشفتها السلطات التونسية في منتصف فبراير/شباط الماضي والتي يتورط فيها الغنوشي.
والسجناء الستة الذين أضربوا عن الطعام هم جوهر بن مبارك وعصام الشابي وعبد الحميد الجلاصي ، وغازي الشّوّاشي، وخيّام التّركي ورضا بلحاج.
ويواجه الغنوشي الذي يقبع في السجن منذ 19 أبريل/نيسان الماضي، 10 قضايا من بينها التآمر على أمن الدولة والتخابر والاغتيالات السياسية والجهاز السري للإخوان وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر وتبييض الأموال.
مناورة
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الغنوشي كان يعتقد أن فترة سجنه لن تدوم طويلا، وأنه ستتم ممارسة ضغوط من قبل بعض الدول الحليفة معه، ومن قبل الشعب التونسي على السلطات التونسية من أجل إطلاق سراحه لكن الجميع تخلى عنه.
وقال المحلل السياسي التونسي، حسن التميمي، إن "إضراب الغنوشي عن الطعام هو مجرد مناورة لتحريك اسمه وللفت الأنظار وللاستعراض فقط، بعد سجنه في قضايا الإرهاب والتآمر على أمن الدولة".
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن الغنوشي يدعي دخوله في إضراب رمزي عن الطعام لإثارة الرأي العام في الداخل والخارج وللتشويش على مسار الرئيس قيس سعيد الإصلاحي.
وأوضح أن الغنوشي يسعى لتصدير الأزمة للشارع خاصة بعد انطلاق جلسات المداولات في قضية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد منذ 14 فبراير/شباط الجاري، التي تم خلالها توجيه الاتهامات إلى الغنوشي وجماعته بالمسؤولية عن الاغتيال.
وقال إن "الغنوشي يشعر بالتهميش في السجن حيث يبدو أنه كان يتوقع أنهم سيضغطون على السلطات التونسية من أجله، ولم يبق له إلا استخدام الإضراب عن الطعام كورقة دعائية على الرغم من أنه متأكد بأنه سيفشل في الضغط، كما فشل عندما دخل في إضراب رمزي عن الطعام لمدة 3 أيام اعتبارا من 29 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث لم يؤثر لا في الشارع التونسي ولا في الخارج.
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي عمر اليفرني إن "جميع الملفات التي تورط فيها الغنوشي فتحت لدى القضاء ولم يبق سوى إصدار الأحكام".
وأضاف اليفرني لـ"العين الإخبارية" أن "الغنوشي يعرف جيدا أن الأحكام التي ستصدر في حقه قد تصل إلى الإعدام وهو يرى أن الحل الوحيد هو تحريك الرأي العام الدولي للضغط من أجل إطلاق سراحه".
وأشار إلى أن الغنوشي سبق الحكم عليه بالإعدام إبان حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لكنه تم إطلاق سراحه في إطار صفقة سياسية عند وصول الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إلى السلطة، ثم تم القبض عليه من جديد في بداية التسعينيات من القرن الماضي وخرج من البلاد بموجب صفقة أخرى.
وأضاف "الغنوشي يعتمد نفس مناوراته السابقة للضغط من أجل إطلاق سراحه".
وفي أبريل/نيسان الماضي، أصدر القضاء التونسي مذكرة إيداع بالسجن بحق الغنوشي على خلفية تصريحات دعا فيها إلى العنف والكراهية.
وقال الغنوشي، في خطاب أمام أنصاره، إن "إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد".
وأضاف أن "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".