خرجة سيدي بوسعيد الباجي.. الاحتفال بطقوس صوفية تونسية

احتضنت الأحد مدينة سيدي بوسعيد التونسية طقوسا صوفية تسمى بـ"خرجة سيدي بوسعيد الباجي" والتي تستمر إلى الأربعاء.
تعيش مدينة سيدي بوسعيد المطلة على البحر في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، أجواء استثنائية كل شهر أغسطس/آب، حيث تتجدد الطقوس الصوفية القديمة المعروفة باسم "خرجة سيدي بوسعيد الباجي"، المرتبطة بالولي الصالح أبي سعيد الباجي (1156-1230).
هذا المتصوف والعالم الذي حملت المدينة اسمه بعد رحيله، تتلمذ على يد الشيخ شعيب أبو مدين، وتتلمذ عنه أبو الحسن الشاذلي والسيدة المنوبية. وقد اشتهر بتصوفه وبحرصه على حماية السواحل التونسية من خلال مراقبتها.
الطقوس التي تتكرر كل ثلاثة أيام خلال شهر أغسطس/آب تجمع المريدين أمام مقام "سيدي بوسعيد" القريب من "القهوة العالية"، حيث تتعالى الأذكار والأناشيد الصوفية لمجموعة العيساوية. وتُعرف الطريقة العيساوية، التي أسسها الشيخ محمد بن عيسى المغربي، بأنها إحدى أعرق الطرق الصوفية في تونس، وتمتزج فيها الموسيقى والرقص والأناشيد الدينية.
مع بداية الضرب على الدفوف وارتفاع الأعلام والسناجق الملونة، يتشكل المشهد أمام المقام في لوحات احتفالية يشارك فيها المنشدون بالمديح النبوي، بينما يتقدم بعض الشيوخ حاملين الأعلام مرددين الأذكار.
أركان الترك، الناشط في المجتمع المدني بمدينة سيدي بوسعيد، أوضح أن هذه العادات راسخة منذ عقود، وأن الأهالي والمارة على السواء ينضمون للمسيرة، يتجمعون على طول الشوارع وينشدون ما يحفظونه من تراث العيساوية.
وأشار إلى أن جمعية عيساوية أريانة، وهي جمعية ثقافية معنية بحفظ الموروث العيساوي، تشرف على تنظيم هذه الخرجة سنويا. وقد انطلقت فعالياتها هذا العام من مقام سيدي عمار المعروفي، على أن تختتم الأربعاء المقبل بسهرة صوفية داخل مقام أبي سعيد الباجي.