خبراء تونسيون: قطاع النسيج محرك حيوي وتنافسي للاقتصاد
تتطلع تونس إلى وضع خطط لإنعاش قطاع النسيج حتى يصبح أحد المجالات الحيوية المدرة للعملة الصعبة والمولدة للوظائف.
توقعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة الثابت أن تتجاوز صادرات تونس من منتجات النسيج بنهاية السنة الحالية 9 مليار دينار (3 مليار دولار).
وأكدت في بيان نشرته الوزارة الجمعة، أن قطاع النسيج شهد نقلة نوعية جعلت من تونس المزود الأكبر للاتحاد الأوروبي في الملابس المهنية، إذ صدرت أكثر من 9.7 مليون قطعة مهنية.

وأشارت إلى أن تونس تحتل المركز الرابع في قائمة الدول المزودة للاتحاد الأوروبي بمنتجات الجينز بحصة تفوق 8%، مؤكدة أن هذه المؤشرات ساعدت في جعل الصناعة الوطنية محركاً حيوياً للاقتصاد الوطني والانتقال البيئي إضافة إلى تعزيز تموقع تونس في الأسواق الخارجية.
من جهته يرى هيثم بوعجيلة، رئيس الجامعة التونسية للنسيج والملابس أن القطاع يعيش استقراراً عاماً.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن ما يميز قطاع النسيج التونسي هو التنوع الكبير في المنتجات من الملابس الجاهزة بمختلف أصنافها المتمثلة في النسيج المنزلي والمنسوجات التقنية المستعملة في صناعة السيارات والطائرات والبناء، والملابس الرياضية والوظيفية مثل زيّ العمل وملابس الجيوش والأمن والدفاع المدني.
وأفاد بأن هذا التنوع يمنح القطاع مرونة وقدرة على التكيف مع تقلبات السوق، لكنه لا يمنع أن بعض الاختصاصات تبقى عرضة للتراجع بسبب المنافسة الإقليمية والدولية.
- تونس تصدر 150 ألف طن تمور في موسم 2025-2026 بقيمة مليار دولار
- الزيتون في تونس.. ركيزة اقتصادية استراتيجية وحصاد قياسي
نمو في الصادرات
من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي التونسي علي الصنهاجي إن قطاع النسيج في تونس شهد مؤخراً نمواً في الصادرات وصل إلى 2.61%.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذا التطور يساهم في توفير فرص العمل ووجود استثمارات أجنبية متزايدة ،مضيفا في الآن ذاته على ضرورة التركيز على مراجعة التشريعات وتطوير مهارات القوى العاملة ودعم الانتقال نحو الصناعة الذكية واستكشاف أسواق تصديرية جديدة.
وأوضح أن الحكومة التونسية تراهن على أن يحتل قطاع النسيج والملابس مكانة أهم خلال فترة المخطط التنموي 2026 - 2030 من خلال تحقيق صناعة ذات قدرة تنافسية عالية ومحتوى تكنولوجي متطور.
ودعا إلى ضرورة التعجيل بوضع خطة عملية تجعل القطاع متفاعلاً مع متطلبات الأسواق العالمية وقادراً على المنافسة من خلال العمل على توفير الدعم لتشجيع الاستثمار والابتكار.
وبحسب بيانات إحصائية للوكالة التونسية للنهوض بالصناعات التابعة لوزارة الصناعة، فإن عدد الشركات الناشطة في القطاع الذي يوظف 160 ألف شخص، يبلغ 1600 شركة، وتصدر 85% من إنتاجها.
وتتركز أغلب شركات النسيج في مدن قصر هلال وجمال وطبلبة في ولاية المنستير، وقصر السعيد وسكرة في ضواحي العاصمة تونس وبئر القصعة في بن عروس إلى جانب ولايات صفاقس وسوسة وبنزرت والمهدية ونابل والقيروان وسيدي بوزيد.
وتعمل هذه الشركات في عدة تخصّصات وأهمّها الملابس الجاهزة والملابس المنسوجة، ويختلف رأس مالها من واحدة إلى أخرى، بين رأس مال تونسي ورأس مال أجنبي.
وتنتج نحو 80% من المصانع حصرياً لأوروبا، وهو ما يعني أنها شديدة التأثر بما يحدث هناك بدليل أن الصادرات إلى التكتل خلال عامي أزمة كورونا تأثرت بشكل ملحوظ.