رمضان ينقذ الصناعات التقليدية في تونس.. ازدهار موسمي بعد كساد طويل

تشتهر تونس بصناعات تقليدية ضاربة في جذور البلد العريق، وتشغل حيزا اقتصاديا هاما على مستوى تشغيل الأيدي العاملة والمساهمة في الناتج المحلي، لكن القطاع واجه ركودا طويلا بدا أن نهايته قد لاحت مع قرب شهر رمضان الكريم.
ويزدهر قطاع الصناعات التقليدية في تونس خلال شهر رمضان بدعم من تدفق السياح الأجانب لزيارة جامعي الزيتونة وعقبة بن نافع لرمزيتهما التاريخية والدينية.
وتشتهر مدينة تونس العتيقة بمحلاتها لبيع الملابس التقليدية (جبة وشاشية وسفساري..) والأدوات المنزلية المصنوعة من الفخار والنحاس والفضة، وقطع الديكور المستوحاة من الهوية التونسية.
خطة رمضانية
ووضعت السلطات التونسية خطة لإنعاش السياحة خلال شهر رمضان عمادها تطوير قطاع الصناعات التقليدية.
ويرتبط هذا القطاع بالهوية التونسية وتثبيت روح الأصالة لما له علاقة بمختلف الحرف والمهارات اليدوية الضاربة في عمق التاريخ، وتعكس المنتوجات التقليدية خصوصية تونس الحضارية ويتكامل هذا القطاع مع العديد من القطاعات الاقتصادية ذات القدرة التشغيلية العالية كالسياحة والزراعة والتجارة والصناعة والثقافة.
ولمدينة تونس العتيقة في رمضان، طابع روحي عميق، حيث تتواجد في أزقة المدينة العشرات من الجوامع والمساجد كجامع الزيتونة الذي تأسس في القرن الخامس إضافة الى مقامات الأولياء الصالحين والزوايا الصوفية.
وبين هذه المعالم، تصطف محال التجار لبيع الصناعات التقليدية التي توارثوا حرفتها أبا عن جد والتي تعرف في سائر الأيام بالكساد لكن في شهر رمضان تزدهر كثيرا.
قوة اقتصادية
وقال سفيان تقية وزير السياحة والصناعات التقليدية التونسي، إن قطاعي السياحة والصناعات التقليدية يعتبران قوة اقتصادية كبرى، مبينا أن السياحة تُساهم بأكثر من 9% في الناتج الوطني الخام والصناعات التقليدية بأكثر من 4%.
وقال تقية في تصريحات لـ"العين الإخبارية" على هامش فعاليات "استثمر في مدنين (جنوب شرق تونس)"، إن قطاع الصناعات التقليدية يوفر أكثر من 300 ألف موطن شغل فيما يوفر القطاع السياحي أكثر من 400 ألف شخص.
وأشار إلى العناية الخاصة بعدة معالم أثرية وثقافية ودينية والتي يتم العمل على تثمينها من أجل أن تكون وجهةً للسياح.
كما تحدّث الوزير عن الاستعدادات للموسم السياحي لهذه السنة، مجددا التأكيد أن الهدف هو بلوغ 11 مليون سائح، وأشار إلى أن التحضيرات جارية على أعلى مستوى.
محرك لوظائف العمل
من جهة أخرى، قال علي الصنهاجي الخبير الاقتصادي التونسي إن قطاع الصناعات التقليدية سجل صادرات مباشرة في السنة الماضية بقيمة 152 مليون دينار (ما يعادل 50 مليون دولار) وهي مصدر مهم للعملة الأجنبية ومن المؤمل تسجيل قيمة صادرات 500 مليون دينار في غضون سنة 2026.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن قطاع الصناعات التقليدية يعد محركا للتشغيل وخلق فرص العمل عبر الاستثمار في مختلف مجالاته وتخصصاته .
وأوضح أن أكثر من 350 ألف شخص يعملون في قطاع الصناعات التقليدية في تونس، 70% منهم يعملون في إنتاج الزربية (السجاد) والنسيج اليدوي، وينتشر النشاط الحرفي في 19 ولاية من البلاد.
وأشار إلى أن مجال الصناعات التقليدية في تونس يعاني أيضا من إشكاليات متعددة وكثيرة على غرار نقص اليد العاملة وعزوف الشباب عن العمل في القطاع، فضلا عن منافسة القطع المقلدة والموردة من الصين للمنتوج التونسي الأصلي.
aXA6IDMuMTI5LjIwOC4yMjQg
جزيرة ام اند امز