تراجع مخزون السدود في تونس إلى 19.6%.. ما علاقة التغير المناخي؟ (خاص)
يشهد مخزون السدود التونسية من المياه تراجعا بفعل تواصل مواسم الجفاف وانحباس الأمطار جراء التغيرات المناخية.
ورغم هطول الأمطار في الآونة الأخيرة الا أن إيرادات السدود بقيت متراجعة وتبلغ حاليا 19.6% وهو رقم ضعيف جدا، وفق الخبراء.
وقال المتخصص في الشأن الزراعي أنيس ين ريانة إن مخزون السدود حاليا هو 460 مليون متر مكعب، أي بنسبة 19.6% وهو دون المأمول.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن المخزون تراجع بـ59 مليون متر مكعب، مقارنة بنفس اليوم من السنة الماضية حيث تم تسجيل 518 مليون متر مكعب، وتراجع أيضا بـ150 مليون متر مكعب عن معدل نفس اليوم للثلاث سنوات الماضية.
وأكد أنه لم يحدث أن تم تسجل تونس هذه النسبة منذ سنوات طويلة.
من جهة أخرى، قال الخبير في الموارد المائية بلحسن الغربي إن بلاده تحت الفقر المائي، حيث يقدر نصيب الفرد 420 متر مكعب من المياه سنويا، وهي وضعية خطيرة جدا.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن أزمة المياه ستتواصل في تونس خلال الفترة المقبلة، مؤكدا على الحاجة إلى استراتيجية وطنية للحفاظ على كل قطرة ماء.
وقال إن تونس شهدت خلال 10 سنوات الأخيرة 8 سنوات جفاف، موضحا أنه “سنويا هناك 36 مليار متر مكعب من المياه، 13% منها مياه صالحة للشرب، 17% موجهة للزراعة البعلية و18% موجهة الغابات و55% منها تتبخر أو تذهب للوديان".
وقال إنه رغم هطول الأمطار بغزارة في الآونة الأخيرة في المناطق الساحلية إلا أنها نزلت في المناطق التي لا توجد فيها سدود وذهبت كل تلك المياه إلى البحر.
وأشار إلى أن "تونس وضعت خطة منذ سنوات أخذت بعين الاعتبار الوضع المائي الصعب الذي تشهده البلاد اليوم من خلال الاقتصاد وترشيد المياه وتحلية مياه البحر".
وأكد تراجع المساحات السقوية خلال 15 سنة الأخيرة، إضافة إلى أن 96% من هذه المساحات تحتوي على أجهزة اقتصاد في الماء، إلى جانب اعتماد الدولة على تحلية مياه البحر، كما أن الدولة تشجع القطاع الصناعي على استعمال المياه المستعملة.
ومنذ مطلع 2023، ارتفعت وتيرة تذبذب وفرة المياه الصالحة للشرب في تونس، بينما في مارس/آذار 2023، أعلنت وزارة الزراعة ولأول مرة، تقسيط توزيع الماء الصالح للشرب حتى نهاية سبتمبر/أيلول لنفس العام قبل أن يتم تمديده.
وبدأ قطع الماء ليلا في العديد من أحياء تونس العاصمة، منذ نهاية مارس/ آذار 2023، ضمن نظام لجدولة توزيع المياه على مختلف إنشاء البلاد، ولتوفير الاستهلاك.
وتعد تونس من بين الدول المهددة بندرة المياه في حوض البحر المتوسط، بسبب آثار التغير المناخي وطول فترات الجفاف.
وشهدت في فترة الصيف درجات حرارة قياسية ناهزت في أقصاها 50 درجة، في وقت يبلغ متوسط استهلاك الفرد من المياه أقل من 120 لتر يوميا، بحسب بيانات رسمية.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA=
جزيرة ام اند امز