أزمة جفاف تضرب تونس.. وخبراء: الأمل في الخريف (خاص)
ما زالت تونس تعاني من أزمة جفاف في ظل انعدام التساقطات المطرية خاصة مع احتداد درجات الحرارة في البلاد.
ووفق أرقام الإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الكبرى (حكومية)، كان المخزون العام للسدود منتصف أغسطس/ آب الحالي في حدود 571.4 مليون متر مكعب، في حين كان المعدل خلال السنوات الثلاث الماضية للفترة نفسها 773.3 مليون متر مكعب.
وبحسب هذه الأرقام فإن نسبة امتلاء السدود التونسية في حدود 24%، وفق المصدر نفسه.
ووفق تقارير رسمية، فإن تونس باتت تعد الدولة الخامسة في العالم الأكثر عرضة لخطر الجفاف المتزايد، بعد أن شهدت 6 سنوات من الجفاف خلال العقد الماضي، ونقص المياه، وفق آخر تقرير صادر في شهر مارس آذار 2024 عن «المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية».
ويرى خبراء المياه في تونس أنه في حال تواصل انعدام التساقطات المطرية مع دخول فصل الخريف سيسوء الوضع أكثر وسيؤثر على الزراعة والشرب.
وقالت روضة قفراج الخبيرة والمستشارة في الموارد والسياسات المائية، لـ"العين الإخبارية"، إن البلاد تعيش وضعا مائيا استثنائيا، معتبرة أن المياه بالسدود ضعيفة جدا ولا تفي بحاجيات الزراعة ومياه الشرب.
وأكدت أن الموارد المائية الموجودة حاليا ضعيفة ويجب تقسيطها إلى حين نزول أمطار الخريف داعية في نفس الوقت المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه.
وأشارت قفراج إلى أن ارتفاع درجات الحرارة نتج عنه سرعة الدورة المائية بسرعة التبخر وهي ظاهرة طبيعية لأن التبخر هو الركيزة الأولى لتواجد الأمطار.
ودعت إلى إصدار أمر لإعلان حالة الجفاف في تونس وتمكين صندوق تعويض الأضرار الفلاحية الناجمة عن الجوائح الطبيعية من صرف التعويضات للزراعة.
من جهته، أكد الخبير التونسي في المياه بهاء الدين الطرابلسي لـ«العين الإخبارية» أن تونس تواجه مخاطر حقيقية بسبب الجفاف الذي يؤثر على الشرب والزراعة والسياحة والاقتصاد .
وأشار إلى أن تونس تعول حاليا على أمطار شهر سبتمبر/ أيلول لتجاوز حالة الجفاف، موضحا أنه "إذا لم تنزل أمطار الخريف بطريقة كافية فستتواصل أزمة المياه وستصبح أكثر حدة".
وأفاد بأن نسبة امتلاء السدود الآن في أدنى مستوياتها، مشدداً على ضرورة ترشيد الاستهلاك، ووضع خطط مستقبلية لتنويع مصادر المياه في البلاد.
ويرى أن وعي المواطن وتغيير سلوكه في التعاطي مع الماء بات أمرا ملحا يحتاج مضاعفة الجهود لتحقيق مفهوم للتأقلم من خلال مواطنة مائية فاعلة.
وأفاد بأن قلة الأمطار انعكست في شكل تراجع المحاصيل الزراعية لاسيما إنتاج الحبوب الذي هبط إلى 60% خلال العام الماضي بمقارنة سنوية.
وفي تونس يقسو الجفاف أكثر على سكان الأرياف، إذ يعيش أكثر من 650 ألفاً من سكانها من دون مياه جارية في المنزل، ويقطن نصفهم تقريباً بعيداً عن مصادر المياه، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2023.
وبسبب أزمة المياه، يضطر المواطنون إلى الاحتجاج في الشوارع والمطالبة بتوفيرها، إذ تصدرت احتجاجات الماء المرتبة الأولى ضمن التحركات البيئية التي يرصدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز