«شاي» مقاوم للجفاف.. أمل تركيا لإنقاذ «المزاج» من قسوة المناخ
يخطط علماء ومهندسون زراعيون في تركيا لزراعة أصناف شاي مقاومة للجفاف خلال السنوات القادمة، وذلك بهدف الحد من تأثير تغير المناخ على الزراعة في البلاد.
ويجري حاليا تنفيذ هذا المشروع الطموح في ولاية ريزة شمال شرق تركيا من خلال الجهود المشتركة للمتخصصين من مركز الأبحاث التركي "تشايكور" ومركز الأبحاث التركي "توبيتاك" وجامعة رجب طيب أردوغان، بحسب ما أوردته وكالة أذرنيوز.
وفي إطار المبادرة، تم استيراد أربعة أصناف شاي مقاومة للجفاف من أذربيجان والصين واليابان إلى تركيا، للتعرف على جدوى إنباتها في التربة الزراعية في مناطق مختلفة من تركيا.
بالإضافة إلى ذلك، تمت دراسة خصائص 2034 نوعًا من الشاي المخزنة في مستودع جينات الشاي الوطني في تركيا، مما أتاح اختيار 12 نوعًا في ظروف معملية، تبين قدرتها الفعلية على مقاومة الجفاف، والتي سيتم زراعتها في مزارع خاصة ودراستها لمدة ثلاث سنوات قبل اتخاذ الخطوة بشكل رسمي.
ونتيجة لذلك، سيتم اتخاذ قرار بشأن صنف الشاي الأكثر مقاومة للجفاف، والذي ستصمد غلته في الظروف المناخية الحادة، تنبؤا بما قد يحمله المستقبل من حالات جفاف محتملة ناتجة عن أثار التغير المناخي.
وتجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لنتائج النصف الأول من العام، قامت تركيا بتوريد 2898 طنًا من الشاي إلى 112 دولة في العالم، مما جلب للبلاد حوالي 14 مليون دولار بحسب وكالة أذرنيوز.
في الوقت نفسه، تظل بلجيكا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أكبر الأسواق من حيث المبيعات للشاي التركي.
في حين يذهب ما يقرب من نصف (49%) من صادرات الشاي من تركيا إلى مقاطعة "ريزه" التي تقع على البحر الأسود.
ومنذ بداية عام 2024 الجاري، كان الجفاف سببا مباشرا في تدهور المحاصيل الزراعية في عدد مختلف من دول العالم.
ففي موريتانيا، انتشرت ظاهرة تساقط رؤوس النخيل بفعل الجفاف، في موسم جني التمور الذي يعرف محليا بـ "الكيطنة".
بينما في المغرب كانت هناك توقعات في شهر مايو/أيار الماضي تشير لانخفاض إنتاج الحبوب خلال هذا الموسم إلى النصف تقريبًا نتيجة الجفاف الذي يؤثر على القطاع الزراعي منذ عدة سنوات.
وأعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب أنها تتوقع أن يصل إنتاج الحبوب هذا العام إلى 3.12 مليون طن، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 43% مقارنة بالعام الماضي.
ومن المتوقع أن يتضمن هذا الإنتاج 1.75 مليون طن من القمح اللين، و0.71 مليون طن من القمح الصلد، و0.66 مليون طن من الشعير.
بينما في تونس، كان موسم حصاد الحبوب في مايو/أيار هذا العام بمثابة الانفراجة التي طال ترقبها للعبور من مأساة الجفاف التي عانت منها زراعة الحبوب في البلاد على مدار عام 2023 الماضي.
aXA6IDE4LjExNi40MC41MyA= جزيرة ام اند امز