«خارج الحسابات واللوبيات».. زهير المغزاوي يتوق لـ«قصر قرطاج» بتونس
مرشح «متحرر من الحسابات الضيقة ومن قيود اللوبيات»، هكذا يقدم نفسه وهو المناهض الشرس للإخوان، والقومي الذي يتوق لكرسي قرطاج في تونس.
زهير المغزاوي، مرشح للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة هذا الخريف، يقف اليوم على خط السباق مع كل من الرئيس الحالي قيس سعيد، ورئيس حركة «عازمون »عياشي زمال، من أجل الحصول على مفاتيح قصر قرطاج.
والمغزاوي ينتمي لحركة «الشعب» ذات التوجه القومي العروبي، ويعد من أبرز المناهضين الشرسين لجماعة الإخوان، وهو أيضا من أشد المؤيدين لإجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاحت بحكم حركة «النهضة» الإخوانية وحلفائها.
وقبلت هيئة الانتخابات في تونس ملف ترشح زهير المغزاوي الذي قدم تزكيات برلمانية بفضل الكتلة البرلمانية التي يملكها في البرلمان الحالي.
وأعلن المغزاوي خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، عن أهم نقاط برنامجه القائم على "تعليم عمومي (حكومي) ناجع وصحة عمومية حقيقية عادلة بين كل التونسيين، ومن أجل شباب ونساء تونس العاملات، ومن أجل الحق في الماء الذي حرم منه جزء كبير من الشعب"، وفق تعبيره.
كما تحدث في برنامجه على العلاقات الدولية، مشيرا إلى أنه سيعمل على أن تكون تونس مدمجة في محيطها العربي والمغاربي وعمقها الأفريقي من أجل علاقات اقتصادية جديدة ومراجعة اتفاقية الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي.
وقال أمين عام حركة الشعب إن برنامجه الانتخابي يضم نقاطا تتعلق بالمهاجرين في الخارج والمتقاعدين وتأميم الثروات.
من هو المغزاوي؟
وزهير المغزاوي من مواليد 1965 حيث يبلغ من العمر 59 سنة، ويشغل منصب الأمين العام لحركة الشعب منذ يوليو/تموز 2013.
زهير المغزاوي هو شخصية سياسية تونسية ذات توجه قومي عروبي ناصري .
حائز على إجازة وشهادة دراسات عليا في الرياضيات من كلية العلوم بتونس، وعضو الهيئة التعليمية بمحافظة قبلي، وهو أيضا عضو سابق في الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية) بين 2005 و 2010.
حُرم من التدريس في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بسبب نشاطه النقابي، وخاصة دعمه لثورة الحوض المنجمي بقفصة في عام 2008.
والمغزاوي عضو بحركة الشعب ثم أمينا عاما لها خلفا لمحمد البراهمي الذي استقال من الحركة في 2013 قبيل اغتياله في 25 يوليو/تموز من العام نفسه.
وخلال الانتخابات التشريعية لعام 2014، رشحته الحركة على رأس القائمة في دائرة قبلي (جنوب) ، حيث حصل على مقعد بمجلس نواب الشعب بحصوله على 8489 صوتا.
وانضم إلى لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتعليم والبحث العلمي بالبرلمان.
وفي الانتخابات التشريعية المقامة في 2019، أعيد انتخابه نائباً عن نفس الدائرة، إلى أن تم حل البرلمان في 25 يوليو/تموز 2021 من قبل الرئيس قيس سعيد.
شخصية عقلانية
في تعقيبه على ترشحه لانتخابات الرئاسة، يرى المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس أن المغزاوي «شخصية سياسية عقلانية تعرف بمواقفها المناهضة للأحزاب الإخوانية والحركات الإسلامية».
ويقول الرايس، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن المغزاوي كان نائبا في البرلمان المنحل، وكان من بين المعارضين لرئيس البرلمان السابق ورئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، حيث وقع في مناسبتين على مذكرة لوم ضده مع مجموعته البرلمانية.
وأشار إلى أن المغزاوي يؤيد مسار 25 يوليو/تموز 2021 ويساند مسار المحاسبة الذي انتهجه قيس سعيد، إلا أنه اختلف معه مؤخرا في بعض النقاط وهي البطء في تحقيق مطالب الشعب.
وبحسب الخبير، فإن المغزاوي «يعرف بشعبية هامة في الجنوب التونسي وهو المنحدر من محافظة قبلي»، معتبرا أن للمغزاوي «حظوظا وافرة في الانتخابات القادمة مسنودا في ذلك بأنصار قوميين والعائلة الديمقراطية».
«خارج الحسابات»
من جهته، يعتبر نبيل غواري، الناشط والمحلل السياسي التونسي، أن المغزاوي لا يستطيع منافسة الرئيس قيس سعيد نظرا إلى أنهما يتقاربان في نفس الأفكار ويساندان مسار 25 يوليو/تموز 2021.
ويقول غواري، لـ«العين الإخبارية»، إن المغزاوي «شخصية سياسية نزيهة نظيفة اليد تناهض الإخوان وذات مصداقية لدى التونسيين لكنه لا يملك شعبية لتواجه الرئيس قيس سعيد الذي يستند لدعم شعبي كبير».
وأضاف أن «حركة الشعب ممثلة في البرلمان المنتخب في 2022 وشكلت كتلة برلمانية، ولذلك كان ترشحه أمرا هينا ولم يستند في ملف ترشحه إلى تزكيات شعبية بل برلمانية».
وأوضح أن فوز حركة الشعب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كان بسبب شعبيتها وثقة التونسيين في أفكارها وفي نظافة أيدي قياديها، لكن منافسة قيس سعيد ستكون أمر صعبا.
ووفق القانون الانتخابي التونسي، يحتاج كل مرشح إلى جمع ما لا يقل عن 10 آلاف تزكية من الناخبين من 10 دوائر انتخابية على الأقل، أو 10 تزكيات من نواب البرلمان أو مثلها من مجلس الأقاليم والجهات (الغرفة الثانية في البرلمان)، أو مثلها من المجالس المحلية أو الجهوية أو البلدية.
والأحد شدّد المغزاوي على أنّ ترشّحه ليس «مجرّد ديكور انتخابي» مثلما يدّعيه البعض تمهيدا للطريق أمام الرئيس قيس سعيّد لتولي عهدة انتخابية ثانية، وفق ما جاء في كلمة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك.
وقال المغزاوي: «لم ولن نكون شهود زور»، مؤكّدا أنّ الهدف من ترشّحه ليس لتحقيق مناصب شخصية وأنّ «من من يعرف زهير المغزاوي فهو يعرف أنّه لا يخاف وعندما يخوض مشروعا للمصلحة الوطنية فإنّه ملتزم باستكماله للآخر».
من جهة أخرى، نفى المغزاوي ما وصفه بالكذبة الكبرى التي يروّجها البعض عنه بأنّ ترشّحه قد يكون مطية لعودة منظومة 24 جويلية (يوليو) للحكم( أي منظومة الإخوان ما قبل 25 يوليو/تموز 2021).
وتأتي تصريحات المغزاوي ردا على تساؤلات تمحورت أساسا حول من يقف وراءه والهدف من ترشّحه والتي تكرّرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما صرّح به المغزازي.
وشدّد على أنّه «مرشح متحرر من الحسابات الضيقة ومن قيود اللوبيات».