وثائق جديدة تدين إخوان تونس في اغتيال بلعيد والبراهمي
محامٍ تونسي أوضح لـ"العين الإخبارية" أن السلطة السياسية التي حكمت تونس منذ 2011 متواطئة في طمس الحقائق الإرهابية للإخوان
نشرت هيئة الدفاع عن المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في تونس، الإثنين، وثائق على صفحات التواصل الاجتماعي تكشف تورط جماعة الإخوان في الإعداد لجهاز لتنفيذ عمليات الاغتيال السياسي لكل من يخالف فكرهم.
الوثائق التي تم نشرها بعد دخول قرابة 100 محامٍ باعتصام مفتوح داخل المحكمة الابتدائية بتونس، احتجاجا على عدم اتخاذ القضاء القرارات اللازمة للنظر في الاتهامات والشكاوى المعروضة ضد قيادات حركة النهضة الإخوانية.
ويعد سعيد الترجمان المحامي التونسي المشارك في عملية الاعتصام أن الهيئة ستطرح الوثائق التي تدين حركة النهضة الإخوانية على الشعب التونسي ليتمكن من معرفة جرائم الإخوان، مبينا أن المطلب الأساسي لمجموعة المحامين هو معرفة الحقيقة في قضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وبين الترجمان في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السلطة السياسية التي حكمت تونس منذ 2011 متواطئة في طمس الحقائق الإرهابية للإخوان.
وثائق الإدانة
عرضت الهيئة جملة من الوثائق على شبكات التواصل الاجتماعي، تثبت العلاقة الإجرامية بين حركة النهضة ورئيس تنظيمها السري مصطفى خذر مع إخوان مصر سنة 2011.
وكشفت الوثائق مستوى التنسيق الإجرامي بين التنظيمين لتخريب البلدان العربية.
وعرضت الوثائق طلبا من إخوان مصر لحركة النهضة التونسية من خلال رسالة إلكترونية أنه يجب "تشفير الصوت بين العناصر الإخوانية واختراق أجهزة الاتصال الرسمية في تونس عبر آلية "الجيروسكوب الميكانيكي العمودي"، والجيروسكوب هو جهاز يقيس الزوايا المرتبطة بالاتصال.
وكشفت الوثائق التي عرضتها هيئة الدفاع تورط التنظيم الدولي للإخوان في إعداد البنية التحتية لاختراق خصومهم في تونس والعمل على تصفيتهم.
الإخوان واختراق الدولة التونسية
الوثائق تضمنت أيضا رسائل سرية من الجناح العسكري لإخوان مصر من أجل اختراق جهاز الداخلية في تونس، وإعداد مدربين سنة 2012، وضرب الأحزاب اليسارية في تونس، واصفين إياها بـ"اليسار الفرنكفوني"، داعين أيضا إلى قتلهم أو إرهابهم وإخافتهم.
هذه الرسائل، يرى فيها الترجمان تمهيدا لاغتيال شكري بلعيد الذي كان يتزعم اليسار التونسي في تلك الفترة رفقة الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي.
وطلب إخوان مصر من نظرائهم في تونس، حسب الوثائق التي عرضتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، تحديد القوائم التي يجب استهدافها وتوفير المعدات اللازمة لاستهدافهم وتهيئة الدورات التدريبية لإعداد الشخصيات اللازمة.
وكشفت الوثائق استضافة العديد من الشخصيات الإرهابية إلى تونس من أجل تجنيد الشباب وتشجيعهم على الانخراط في الجماعات المقاتلة.
وزار تونس في هذا الاتجاه عام 2012 الإرهابي وجدي غنيم الذي استقبله الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي.
حكومة الظل
الوثائق كشفت أن استراتيجية التمدد الأفقي والرأسي لجماعة الإخوان في تونس لا يمكن أن تكون إلا بإقامة جهاز أمني علني داخل التنظيم لضرب المؤسسات الأمنية الرسمية وإنشاء مؤسسات تجارية ومراكز إعلامية وتجارية لاحتواء الدولة التونسية.
ودعت الوثائق أيضا إلى ضرورة إنشاء "حكومة ظل" تتمكن من جمع المعلومات ضد خصوم الإخوان وملاحقة كل المعارضين عبر تحديد شيفرات جديدة للتواصل.
الباحث التونسي في الجماعات الإسلامية لطفي القصوري، قال إن التنظيم الدولي للإخوان يعتمد دائما على وسائل الاختراق والترهيب لاقتناص المواقع داخل الدولة، معتبرا أن وزراء الإخوان في 2012 كانوا جناحا سريا لإخوان مصر للتجسس على الدولة التونسية لصالح الإرهاب.
وأوضح القصوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن استراتيجيات الإخوان كانت تريد استهداف كل رموز الحداثة التونسية من اليساري شكري بلعيد إلى الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز