خبراء تونسيون: حديث أردوغان عن اتفاق مع قيس سعيد "خيانة للشعب الليبي"
الخبراء أكدوا أنه لا يمكن لرئيس الجمهورية الدخول في أي اتفاقيات خارجية أو إقليمية إلا بالعودة إلى البرلمان وتمكين كل الكتل من مناقشتها
قال خبراء إن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتفاق مع نظيره التونسي قيس سعيد لدعم حكومة فايز السراج "منعرج خطير"، و"خيانة للشعب الليبي".
وصرح أردوغان، الخميس، بأنه "اتفق مع الرئيس التونسي على دعم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج".
وفي حين لم توضح الرئاسة التونسية بشكل معلن تفاصيل الزيارة أو نتائجها، طالب حزب "الدستوري الحر"، بعقد جلسة برلمانية استثنائية لمعرفة خفايا زيارة أردوغان والتعليق حول حديثه عن اتفاق مع قيس سعيد.
بدرة قعلول، رئيسة مركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية والأمنية، قالت في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن الإعلان التركي الصريح لدعم حكومة السراج سيكون له تداعيات خطيرة على الحدود الشرقية لتونس.
وأضافت: "قد يكون عاملا لدخول آلاف الإرهابيين للبلاد، خاصة وأن الشريط الحدودي بين البلدين يمتد لأكثر من 500 كلم".
ورأت أن الاتفاق مع أردوغان على التدخل في ليبيا يمثل خطأ استراتيجيا، من شأنه أن يعزل تونس إقليميا ومع شركائها في المنطقة العربية.
وحذرت قعلول من إمكانية استغلال الموانئ التونسية الساحلية لإرساء البواخر الحربية في ليبيا؛ لأن ذلك سيعرض البلاد لأزمة مع دول الاتحاد الأوروبي الرافضة في مجملها للاتفاقية بين فائز السراج وتركيا.
واعتبرت أن مخالفة التوجه الاستراتيجي لتونس لحلفائها الأوروبيين سيكون له تداعيات على الاتفاقيات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي وعلى مسألة التمويلات الأوروبية للاقتصاد التونسي.
وكان السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّعا في الـ27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وقوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير؛ حيث وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بـ"الخيانة العظمى"، فيما طالب رئيسه جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.
مخالفة للقوانين الداخلية
من جهته قال أستاذ القانون رمضان العياري "إن الاتفاق الثنائي بين سعيد وأردوغان مخالف للقوانين الداخلية لتونس ويمثل تعديًا على صلاحيات المؤسسات السيادية الأخرى".
"خيانة للشعب الليبي"
أما حركة الشعب القومية، فنوهت بأن أي اصطفاف وراء محور تركيا/قطر، يمثّل خطرا حقيقيّا لأمن تونس وسلامة أراضيها.
وأكد الحزب، في بيان له: "أن أي تدخل عسكري تركي دعما للجماعات الإرهابية يمثل تهديدا لأمن بلدنا، بما في ذلك ما يسمّى بالاتفاق المشترك بين حكومة فاقدة للشرعيّة الشعبيّة ودولة تبحث عن التوسّع في المنطقة من خلال دعم الجماعات الإرهابيّة وخلق توتّرات مع جيران ليبيا في المنطقة العربيّة وحوض البحر الأبيض المتوسط".
وفي هذا السياق، قال القيادي في الحركة القومية صدر الدين العلوي، في تصريحات لـ"لعين الإخبارية"، إن ما أفصح عنه أردوغان بوجود اتفاق مع قيس سعيد لدعم حكومة السراج "المليشياوية" هو "خيانة للشعب الليبي" الذي تربطه علاقات مصاهرة وقرابة بالتونسيين وبمثابة خطيئة سياسية كبرى ستكون انعكاساتها بمثابة زلزال على موقع تونس الإقليمي والدولي.
وأرجع القيادي في الحركة القومية ذلك إلى غياب الرؤية الواضحة للسياسة الخارجية التونسية والتي لم يفصح عنها قيس سعيد خلال حملته الانتخابية.
يشار إلى أن زيارة أردوغان، الأربعاء، إلى تونس أثارت ردود فعل سلبية تجاهها من قبل نشطاء المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA= جزيرة ام اند امز